حرية الحائر.. رواية يعود ريعها لبطل قصتها

الاثنين - 13 مارس 2017

Mon - 13 Mar 2017

ليس من المعتاد بالنسبة للقارئ أن يكون للشخصيات الروائية وجود فعلي على أرض الواقع، غير أن إحدى الروايات التي تباع في معرض الكتاب بالرياض كسرت هذه القاعدة، فهي لا تؤكد وجود بطلها كشخصية حقيقة فحسب، بل تخصص له حصريا كامل ريعها، وهو ما يعني تحول الواقع إلى حكواتي، والقراءة إلى نمط مؤدب من تقديم العون.



عن الدار العربية للعلوم، صدرت رواية «حرية الحائر» التي كتبها مبارك الدعيلج وعبدالله صايل، لتمثل فكرة أدبية خاصة بطابع إنساني، كما أنها تكرر للمرة الثانية التجربة السابقة نفسها التي اجتمع فيها المؤلفان في كتاب «متعايش في الرياض» تناولا فيه قصة مصاب بالإيدز، وخصصت مبيعات الكتاب له بالطريقة نفسها.



الرواية التي كتبت بضمير المتكلم الذي يحكي القصة بنفسه، جسدت تجربة مهندس شاب واجهت حياته تحولا جذريا صنع لها شكلا مختلفا، فبعد منحة دراسية وعمل مرموق وجد نفسه في سجن الحائر إثر انجراف غير متوقع في حبائل الإدمان، الأمر الذي كلفه سنوات طويلة من السجن ليغير كثيرا في شخصيته ونظرته للحياة.



«كل سجن يمكن الخروج منه إلا السجن في عيون الناس»، هذه هي المحكومية الأبدية التي وجدها الرجل في انتظاره بعد انتهاء محكومية السجن، لم تكن آثارها متوقفة على استعادة حياته الطبيعية فقط بل حتى على حياة أبنائه وعلاقته بأقاربه وبمن حوله، وحينها لم يكن لديه حل آخر سوى الهجرة لمدينة أخرى بناء على نصيحة والده.



المؤلف مبارك الدعيلج، وفي حديث لـ»مكة»، أكد أن هذه التجربة الكتابية تهدف بالدرجة الأولى إلى توظيف الأدب في تسليط الضوء على حكايات إنسانية واجتماعية قد لا تخلو قصصها من المفارقات، كما لا يعدم أصحابها الحاجة إلى الإنصاف والاحتواء، مشيرا إلى توصله لاتفاق مع دار النشر للتنازل عن كل حقوقها في هذا النوع من الأعمال الأدبية بحيث يذهب الريع كاملا إلى الشخصية التي تناولها الكتاب.

الأكثر قراءة