عبدالله المزهر

الأنذال هم الفائزون!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 13 مارس 2017

Mon - 13 Mar 2017

أمامك طريقتان لتتقدم مركزا في السباق، الطريقة الأولى وهي الأصعب والتي لا ينصح بها غالبا هي أن تبذل جهدا أكبر، وأن تحاول التغلب على العقبات والمصاعب بتطوير قدراتك. أما الطريقة الثانية وهي الأجمل والأسهل والتي أنصح بها شخصيا فهي أن تعيق الذي يتقدم عليك في السباق، وأن تستثمر جهودك في البحث عن أفضل السبل لعرقلته ومنعه من التقدم، ولا ضير في أن تحيك له بعض المؤامرات والدسائس التي تعطله وتجعلك تتقدم عليه. ثم تفعل ذات الشيء مع الذي يليه وهكذا حتى تجد نفسك في المركز الأول دون أن تستنزف طاقاتك أو تجهد نفسك.



والشواهد على فعالية الطريقة الثانية أكثر من أن تكتب في مقال عابر، وهي طريقة فعالة تعتمد عليها الأحزاب السياسية والتيارات الفكرية في التقدم خطوة للأمام على حساب خصومها أو منافسيها. من النادر أن تجد حزبا أو تيارا يحاول التأثير من خلال مراجعة أفكاره وسياساته وآلياته والاعتراف بأخطائه وتصحيح أخطائه. وبالطبع فإن نسبة الاعتماد على هذا الأسلوب الناجع تزيد كلما اتجهنا نزولا من العالم الأول إلى العالم الأخير.



وأرجو ألا يفهم من حديثي ـ الشائق ـ أني ألمح إلى تيارات في السعودية، فالموجود في السعودية ليس تيارات فكرية تتصارع من أجل مصلحة عليا، نحن هنا مجرد جماهير تابعة متعصبة مغلوبة على أمرها تتعصب من أجل أفكار لا نعرف ما هي على وجه التحديد.



وبمناسبة ذكر الجماهير والتعصب، والشيء بالشيء يذكر، فإن هذه الطريقة فعالة حتى في مسابقات كرة القدم، وتكاد تكون الطريقة التي تتبعها جميع الفرق التي تفوز دائما.



وليس بعيدا عن كرة القدم فما حدث بين الناقل الرسمي للمباراة النهائية قبل أيام والقناة الرياضية السعودية مثال واضح على استخدام هذه الطريقة في عرقلة الآخرين، مع أن القناة الرياضية لا تحتاج لمن يعرقلها، فهي معاقة بذاتها ودون جهد من الآخرين.



وعلى أي حال..

الطريقة المثلى للحياة السليمة ألا تدخل في أي سباق من الأساس، كن متفرجا على الأحداث لا صانعا لها. ولا تكترث بمن يفوز بالسباق ومن يخرج منه، فالبلاهة وتبلد الإحساس نعمتان عظيمتان لو كنتم تعلمون.



[email protected]