بسام فتيني

حساب المواطن أهو كمين؟!

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاحد - 12 مارس 2017

Sun - 12 Mar 2017

حين تشرفت مؤخرا بلقاء المهندس ماجد العصيمي، بمعية بعض أساتذتي وزملائي الكتاب، كان هذا السؤال يدور في مخيلتي، حين قرأته مرة في تويتر ضمن تغريدة كتبها أحد المغردين وهو يشكك في الهدف من التسجيل والإفصاح عن المداخيل المالية للمواطن في حساب المواطن! وبصراحة كانت هذه التغريدة (ربما) تحمل أسئلة مشابهة لتساؤلات الكثيرين، لكن حين بدأ المهندس ماجد في سرد بعض الإحصائيات أولا، ثم فتح باب النقاش، كانت التساؤلات لا تقل جرأة ووضوحا عما أراد المسؤول هنا إيضاحه، وجوابا عن سؤال: هل هذه الخطوة هي تمهيد لاستحصال ضرائب مثلا من الناس؟! كان الرد فوريا بأن ذلك غير صحيح، واستشهد بتعهد أحد الوزراء المعنيين بعدم إقرار ذلك، وهو ما تم إيضاحه في التحول (2020)، ولاحظوا أني لم أقل رؤية 2030م.



ولعلي أعترف أني وقتها ذهبت لهذا اللقاء وأنا لم أسجل في حساب المواطن، لكن بعد خروجي عزمت في اليوم التالي على إنشاء الحساب وتعبئة جميع المعلومات، ولا سيما بعد استشعار قيمة منح الثقة التي كان يرددها أثناء الشرح، حيث إن المواطن في الأصل مصدق في كل ما يدونه ضمن متطلبات الحساب، وهي مرحلة تستوجب من المواطن الصالح المالح مكاشفة وسرد مداخيله بوضوح حتى تبنى على أرقام واقعية حقيقية صحيحة، ولعلي هنا أسجل إعجابي بمنح المرأة المعيلة كامل الاستحقاق في التسجيل، وكذلك (العزوبي) المسكين، وهو ما يجعلنا نتفاءل بتجاوز مفهوم (هاتي ولي أمرك يا مرة!) حيث تم تحديد 5 فئات يحق لها التسجيل: رب الأسرة، وحامل بطاقة التنقل، وغير السعودية المتزوجة من سعودي، والفرد المستقل «أي العزوبي»، وأخيرا الفرد المستقل حامل بطاقة التنقل.



دعوني الآن أرفع طاقيتي وأظهر صلعتي احتراما لإدارة هذا الحساب حين وفرت ما يقارب من 635 وظيفة للسيدات في مركز خدمة العملاء، و142 موظفة في مركز التشغيل، حيث يمكن لهذا الطاقم استقبال نحو 84 ألف مكالمة في اليوم، وبمعدل مراجعة 50 ألف وثيقة يوميا، وهنا يجب أن نشكرهم ونقول لباقي الجهات التي تتحجج بقلة الموارد البشرية بأن تتعلم من هذه التجربة، ولا سيما أن عدد المسجلين منذ 1 فبراير وحتى الآن يتجاوز الـ11 مليون نسمة!



خاتمة: العلاقة بين الدولة والشعب يجب أن تبنى على الثقة، لذلك يجب أن نكون على قدر هذه الثقة، لذلك أدعو الجميع للتسجيل، مع تدوين كل المعلومات المطلوبة بدقة، فيدا بيد سننهض بالبلد.