محمد حطحوط

السيليكون فالي.. وادي السيليكون

الاحد - 12 مارس 2017

Sun - 12 Mar 2017

عندما زرت السيليكون فالي أو وادي السيليكون - والذي يقع جنوب مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية - وجدت ظاهرة غريبة مثيرة للانتباه. وادي السيليكون لمن لا يعرفه هو مطبخ التقنية في العالم! ففيه قوقل وأبل، ومنه خرجت فيس بوك وتويتر، وعلى جوانحه ترعرعت كثير من الشركات التقنية التي غيرت حياتنا وطريقة تفاعلنا مع الكون.



القاسم المشترك بين كل هذه الشركات هو التقنية، وسبب تواجدها وتزاحمها في هذه البقعة هو أنها مهبط لأفضل العقول التقنية في العالم، وأنها تفتح ذراعيها لأي مبدع من أنحاء الكرة الأرضية، ولا عجب حين تعرف أن 52% من المشاريع والأفكار التقنية الجديدة في وادي السيليكون هي لمخترعين غير أمريكيين. المدير التنفيذي لمايكروسوفت وقوقل من الجالية الهندية، بينما مؤسس قوقل من أصول روسية!



الظاهرة الغريبة التي بدأت تغير هوية المكان، دخول شركات السيارات لوادي السيليكون وفتح فروع هناك. كانت البداية من مورسيدس تلتها بي إم دبليو، ثم تويوتا، وجي إي وفورد وغيرها. وفي الصيف الماضي كنت في زيارة رسمية لايرباص Airbus في مدينة تولوز الفرنسية، وتجولنا في جميع مصانع الطائرات المتناثرة على أرجاء المدينة، وصدمت حين أخبرتنا مديرة التسويق أن ايرباص فتحت لها فرعا جديدا في وادي السيليكون!



وحين تبحث وتستقصي سبب حرص هذه الشركات العملاقة على التواجد جنوب سان فرانسيسكو تحديدا، يأتيك الجواب على شكل ثلاثة أسباب. أولا، لأن قوقل قررت دخول مجال صناعة السيارات (السيارات بدون قائد)، وثانيا، لأن شركة أبل كذلك قررت دخول مجال صناعة السيارات (مع أنها أنهت المشروع وقررت تجاهله)، وثالثا، أن هناك شركة ناشئة تسبب لهم زيادة في معدل القولون وهي (تسلا) لتصنيع سيارات كهربائية فاخرة وأنيقة.



نحن في عالم يتغير، سواء كنت مهتما بصناعة السيارات أو صناعة الحلوى، ورغبة المستهلكين متغيرة، والجيل الجديد، بخلاف القديم، لا يوجد له ولاء ثابت لأي علامة تجارية، والذي لا يواكب ذائقة العملاء ويكون قريبا منهم سيدفع فاتورة باهظة الثمن في نهاية المطاف، ولهذا علق محلل - أظنه تبع فوربس- على ظاهرة انتقال شركات السيارات من ديترويت إلى وادي السيليكون بقوله: إنهم يخشون أن

يحدث معهم ما حدث لنوكيا وايفون!



[email protected]