سهام الطويري

مبتعثو بريطانيا.. مأساة اقتطاع المكافأة

السبت - 11 مارس 2017

Sat - 11 Mar 2017

أعلنت الجهات الحكومية البريطانية عزمها على رفع أسعار تكاليف المعيشة مطلع شهر أبريل، فالسكان على موعد مع ارتفاع فواتير الكهرباء والماء والغاز والإيجارات، وكذلك البضائع والسلع الاستهلاكية، وفي وقت سبق هذا الارتفاع تم اقتطاع بدل العلاج من مكافأة المبتعث السعودي، وقبل هذا لم يتعدل سعر صرف المكافأة تماشيا مع انخفاض سعر الباوند. ومع هذا كله ومنذ ذلك الوقت وصوت الطالب السعودي في بريطانيا صدى بلا صوت، فلم تسمع المناشدات، ولم ينظر لحقيقة الحياة في بريطانيا التي تعد الأغلى معيشة على المبتعثين إذا ما قورنت بأمريكا وبقية دول العالم.

السؤال لوزير التعليم ببساطه: لماذا لم يتم تعديل سعر الصرف منذ انخفاض سعر الباوند؟ وإذا لم تكن هناك إجابة سوى الإمعان في سياسة التقشف فلماذا يقتطع بدل العلاج على المبتعث بعدما أوكل أمره إلى شركة التأمين الصحي التي لا تقدم خدماتها إلا بشق الأنفس حتى يعتمد الطالب على مستشفيات الحكومة البريطانية؟ أليس الأجدر أن تلغى خدمة التأمين الصحي مقابل أن يحظى الطالب بتغيير سعر الصرف، واستعادة بدل العلاج طالما أن أغلب المراجعات حاليا في مستشفيات NHS.

هاجس العيش على الكفاف حتى وصول المكافأة في حقبة تغير فيها حتى زمن وصول الراتب مسألة مؤرقة للطالب، فالطالب لم يأت أساسا ليعاني هواجس الخوف من الفقر، والبحث عن عمل جزئي مقابل إهمال الدراسة.

كما أن المعيشة في العاصمة لندن لم تعد تختلف كثيرا عن العيش في أي ضاحية بريطانية بعيدة مع موجة الغلاء التي تضرب البلاد.

شركة التأمين الصحي لا تقدم خدمات VIP لأغلبية المبتعثين وإنما تحجز أغلب مواعيد العلاج في عيادات متوسطة الجودة، وتحرص على أن تكون رخيصة، فلماذا كل هذا الاسترخاص غير المبرر أساسا؟ حينما يطلب مبتعث من الشركة أن يحصل على موعد مع طبيب نفسي في المنطقة القريبة من سكنه. يفاجأ بأنه حجز له موعد في ضاحية بعيدة عنه في مستشفى حكومي وليس بعيادة خاصة فهذا يعني أنه من الأفضل إلغاء التأمين مقابل رفع قيمة المكافأة للطالب السعودي الذي لم يعد يجد بديلا عن الحجز في المركز الصحي الحكومي التابع للحي.

المبتعثون في بريطانيا لم تصل أصواتهم بعد، كما أن تجاهلها لا أعتقد أنه وارد من أجل النظر في مسألة تعديل سعر الصرف واسترجاع قيمة بدل العلاج ضمن أساس المكافأة. فزيادة ما يقارب ألف ريال تصنع فرقا شاسعا في تعديل نمط الحياة ولو قليلا للطالب السعودي الذي هو الأقل على مستوى طلاب العالم المبتعثين في بريطانيا حصولا على المكافأة، حيث إن معدل مكافآت المبتعثين من أوروبا واليابان وكوريا وقطر والإمارات في مستوى 1500 جنيه إسترليني تقريبا، بينما لا يقبض السعودي إلا ما يقارب 1100 جنيه إسترليني يستقطع ثلاثة أرباعها في السكن.

[email protected]

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال