دخيل سليمان المحمدي

رفقا بالحيوانات

الجمعة - 10 مارس 2017

Fri - 10 Mar 2017

لقد تفاعل كثيرون تعاطفا وشجبا لذلك المقطع الذي نشره أحد المواطنين ناصحا ومطالبا الجهات المسؤولة بتعقب من عمل بتلك البهائم ذلك الجرم الذي تكرر لأكثر من مرة بتكبيلها بالأسلاك الحديدية وتركها تعيش الألم القاسي من غير حول منها ولا قوة، الكل علق وكتب بأن من قام بهذا العمل هو شخص متجرد من الإنسانية والعقل والدين ومتقمص دورا شيطانيا بعقله وخبثه، ولأنه يعيش قوة جسمانية لا عقلية لا تنقصه الصحة حتى يبحث عن العلاج ولم يقدر ما يعيش به من صحة وعافية حمدا وشكرا لمن أعطاه ذلك بدون مقابل، ولم يفكر بغيره من المرضى والمحتاجين لكي يشكر الله على ما يتمتع به، كل هذه النعم التي يتمتع بها أنساه إياها شيطانه وجعله يفكر بالترصد لذلك الحيوان الضعيف الذي لاحول له ولا قوة أمامه بل نسي قوله تعالى ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾(الأنعام:38).

فقوله تعالى «وما من دابة في الأرض» إشارة تشمل كل الأحياء من حشرات وهوام وزواحف وفقريات، وأيضا تشمل كل طائر من طير وحشرة أو غير ذلك من الكائنات الطائرة، وما من خلق حي في هذه الأرض كلها إلا وهو ينتظم في أمة، ذات خصائص واحدة وذات طريقة في الحياة واحدة كذلك، شأنها في هذا شأن أمة الناس، من هنا نعلم أن للحيوان حق الرحمة كحق الإنسان، وذلك لما له من خصائص وطبائع وشعور لا تقل عما لدى الإنسان.

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستوصي بالحيوان خيرا حتى ولو كنت قائده للموت حين قال «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته» (رواه مسلم).

يعتبر المختصون أن القيام بتعذيب الحيوانات من الجرائم الناتجة عن اضطراب في السلوك، وربما يكون اضطرابا عقليا ينبئ عن جرائم يحتمل قيامهم بارتكابها في المستقبل، فالمتوقع أنهم لن يقفوا عند هذا الحد لأن الأحداث والتجارب دلت على أن مرتكبي مثل هذه الأفعال يكونون عادة ممن يحملون مشاعر عدوانية تجاه البشر أيضا، وقد أظهرت بعض الدراسات المتعلقة بجرائم القتل والاغتصاب أن مرتكبيها لهم تاريخ في تعذيب الحيوانات أثناء فترة طفولتهم ومراهقتهم، وأن سلوكهم تجاه الحيوانات له علاقة بالسلوك المعادي للمجتمع الذي اكتسبوه ممن حولهم، فكلما كان الأطفال محاطين بأفراد يراعون الحيوانات ويتعاملون معها برفق انطبع ذلك على سلوكهم والعكس.

أتمنى بأن نسعد بخبر القبض على هؤلاء المجرمين ومعاقبتهم بالعقوبات النظامية المعروفة لدى إدارة الثروة الحيوانية التي تنص على إيقاع العقوبات بحق معنفي الحيوانات الذين تثبت مخالفتهم.