مانع اليامي

عصابة الدبابات

الجمعة - 10 مارس 2017

Fri - 10 Mar 2017

حادثة محاولة الدهس التي تعرض لها رجل أمن سعودي في محافظة جدة الأيام القريبة الفائتة من قبل عصابة تستقل دراجات نارية تجاوزت حدود استفزاز المجتمع السعودي لتصل مستوى إشعال الغضب. ولعل حرارة التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي خير دليل على ذلك.



باختصار الحادثة كما يبدو للمراقب أثارت حفيظة شريحة واسعة من السعوديين ولا يستبعد أن تبث تفاصيلها الموثقة في مقطع الفيديو المتداول الخوف ولو بقدر ضئيل في بعض الأوساط على خلفية تجمع العصابة بقصد تحدي سلطة القانون، وفوق ذلك الجرأة الجنائية الموجهة بالتحديد لمن يمثل السلطة العامة «رجل الأمن».



المؤسف أن هذه الحادثة قابلة للاستغلال من قبل الحاقدين والمغرضين لتلوين الوضع الأمني الداخلي بتمنياتهم المشوهة، وهذا لا يشكل مثقال ذرة مقابل حجم وثقل ثقة أهل الوطن في قوة وقدرات الجهاز الأمني السعودي.



على أية حالة، ومن باب الإنصاف، يسجل لإمارة منطقة مكة كل التقدير بل والاحترام لقيامها بمسؤولياتها على خير ما يرام دون تطرف في الموقف أو تراخ في التوجيه - أمير المنطقة يوجه بتطبيق النظام، والنظام في شأن الحادثة من القواعد القانونية المثقلة بالبعد التربوي لتعليم القيم وتعديل وتقويم السلوك، وإحقاق الحق، هذا بشكل عام، ويبقى اللافت في تطبيق النظام حينما يتعلق الأمر بالحوادث الجنائية أنه موجه لردع المخطئ، والردع في الأصل يأتي من فلسفة العقوبة حيث الغاية في نهاية المطاف تقصد منع تكرار المخالفات أو الجرائم، وقبل هذا المنع قبل الوقوع.



والثابت أن من لا يحترم قوانين البلد التي يعيش فيها ويتكسب منها لا يستحق البقاء على ترابها، الحديث ذو شجون وبصراحة أكثر نحن بحاجة إلى إعادة ترتيب أوضاع العمالة الوافدة ورصد تصرفاتهم بدقة.



عموما يبدو لي أن حادثة «عصابة الدبابات» اكتست بسابق الترصد وتعززت بالهمجية والجرأة المكشوفة، وفي هذا أن البعد الأخلاقي الدافع لاحترام القانون غائب، إلى جنب اختفاء المؤشرات الدالة وبأي صورة على الخوف من الوقوع تحت طائلة القانون، هنا تتجسد الخطورة، أليس المفترض على أقل التقديرات أن يحل دافع الخوف من العقوبة محل غياب الدافع الأخلاقي؟ بصراحة مختصرة اتحاد العلتين في وجه الأنظمة الرسمية مصيبة كبيرة.



ختاما، هيبة القانون تأتي من قدرته على فرض الالتزام بأوامره ونواهيه والحال لا يستقيم خارج هذه المعادلة.. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]