عبدالله قاسم العنزي

دلوني على معرض الكتاب.. كيف تصنع الملكة القانونية؟

الخميس - 09 مارس 2017

Thu - 09 Mar 2017

مما لا شك فيه أن معارض الكتب مواسم ثقافية وعلمية، وطي للمساحات الجغرافية للباحث عن الكتاب والمعرفة ليكون بين يديه بستان مليء من دور النشر والكتب التي لا تحد عينه أطرافها، كما تعد هذه الأيام التي تزدهي بها الرياض متمثلة بمعرض الكتاب الدولي والذي يعد من أكبر المعارض في الشرق الأوسط، فرصة كبيرة للباحثين وطلاب الجامعات لا تتكرر في كل عام إلا مرة واحدة.



وبطبيعة الأحوال من المؤكد أن طلاب كليات القانون سيذهبون إلى معرض الكتاب أفرادا وجماعات، فرغبت بكتابة المقال بهذه المناسبة، ولكن خشيت أن يفهم القارئ الكريم من عنوان المقال أنه إذا اشترى كتابا أو كتابين اكتسب ملكة قانونية وفكرا قانونيا لا نجد لهما نظيرا بين أقرانه!



وبالطبع هذا الأمر لن يكون ما لم يسر الطالب في مضمار طويل في القراءة البحثية وليس قراءة الاطلاع حتى تتكون لديه الملكة القانونية التي تعتبر من وجهة نظري من القضايا المهمة التي يجب علينا كباحثين أن نعطيها مزيدا من التقويم، خاصة فيما نشاهده من الضعف في قدرة بعض المحامين على التحليل المنطقي والتكييف القانوني لبعض القضايا والمسائل القانونية، هذا ومع اللغة القانونية الركيكة التي لا ترتقي إلى المستوى المهني عند بعضهم، ناهيك عن ضآلة المحصول المعرفي القانوني.



وبلا شك أن هذه من معطيات البيئة في المجتمع السعودي باعتبار أن هنالك مفاهيم سادت فترة معينة واعتيدت بين الناس تجاه نظرتهم للقانون، ثم أصبح هنالك تحول وقبول للعلوم القانونية، فكان من يلبي الاحتياج القائم هم الشرعيون، فأصبح هنالك خلط بين الخطاب الفقهي والخطاب القانوني، وهذا يوضح جزءا من الضعف الذي ألمحنا إليه سابقا.



كما أن صناعة الملكة القانونية تبدأ من المراحل الأولى منذ دخول الطالب إلى كلية القانون، فمع الدراسة الأكاديمية عليه أن يسعى إلى تكوين الفهم الصحيح للقانون من خلال معرفة مبادئ العدالة وفلسفة القانون والأصول التي ينطلق منها القانون السعودي – وما أقصده - لا يقبل أن يتنكر للشريعة الإسلامية وقواعدها وهي مصدر القانون السعودي ويتكئ عليها القضاء بشكل مباشر في أحكامه.



والذي أنصح به الطلاب أن يأخذوا بقاعدة نصل أوكام وهي التقليل مما لا تدعو الحاجة إليه، بمعنى لا تشتر الكتب التي ليس لك حاجة بها، أو هي ليست ضرورية بالنسبة لك في الفترة الراهنة، وهنالك كتاب بعنوان «قاعدة نصل أوكام ودورها في تكوين ملكة قانونية سليمة» لمؤلفه محمد سليم أحمد، والمقام لا يسع لأن أذكر مجموعة من الكتب، ولكن ابحث أيها الطالب عن الكتب التي تتحدث عما أشرت إليه، وأهمها فلسفة القانون التي من خلالها يتكون عندك الاستيعاب للقانون ولغته ابتداء، ثم تتدرج في القراءة حتى تصبح لديك تركة كبيرة من المعرفة القانونية من خلالها تستطيع أن تصوغ مذكراتك بلغة قانونية، وتكيف الوقائع بالشكل القانوني الصحيح، أتمنى للجميع وقتا ممتعا في معرض

الكتاب.