معلمتي العظيمة (أم ثامر عبدالله القرعاوي)!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الأربعاء - 08 مارس 2017

Wed - 08 Mar 2017

ما زال التعليم الابتدائي (فيذا) محتقرًا! ولهذا صدم الأخخخخ/‏ أنا بتوجيهه إلى ابتدائية (الجزيرة) في الهيئة الملكية في الجبيل الصناعية، واعتبرها بداية تعيسة لمعلم متحمس، يعشق اللغة العربية، ويحرص على التميز فيها؛ مذ كان يعطي دروسًا خصوصية مجانية لبعض أقاربه (الجامعيين) وهو طالب في المتوسطة!

وكان يرغب الانتقال للثانوية، ولكنه قَبِلَ بمتوسطة (أم القرى) ريثما تتاح له الفرصة!



ولكنه يتذكر نفسه اليوم (بالونًا) منتفخًا؛ لم يكن لينجح لو لم ينفجر! وتفجيره لم يحتج لأكثر من رأس دبوس صغير ـ حقيقي وليس من الـ(CIA) ـ هو عبارة عن خطأ نحوي أحمق، لا يقع فيه (ترمب) نفسه!!



ففي أحد الأيام فوجئ بتلميذه النجيب (عب فتاح)، يطلب منه أن يشرح له درس (الأفعال الخمسة)؛ لأنه (ما خدوش) في مصر! ولم يكن لديه فراغ إلا الفسحة حيث شرح له وتأكد من فهمه جيدًا!



وفي الحصة التالية، بعد دقائق قليلة، كان هناك تطبيق إعرابي على الدرس نفسه!! وهنالك ارتكب الأخخخخ/‏ أنا الخطأ؛ وأعرب (الأفعال الخمسة) إعراب الأفعال المضارعة العادية!! ونقل الطلاب (حماقته) من السبورة!!



وفي صباح الغد فوجئ بتلميذه المتميز (ثامر عبدالله القرعاوي)، يستأذنه في أن يهمس له سرَّاً (فيما معناه): «والدتي معلمة للغة العربية وتدرس المقرر نفسه، وبفضلك اكتشفت البارحة خطأً في (الكتاب)»!!



واااا.. انفجر البالون المغرور.. وبدل أن يرد على الهمس بالهمس رفع صوته قائلًا: يا شباب.. أنا أخطأت في الإعراب أمس، وأرجو أن تصفقوا لزميلكم (ثامر) لأنه نبهني! فقال (عب فتاح): والله كنت امبارح حقول لك بس انكسفت!!



ولم أكتفِ بذلك؛ بل وكتبت في دفتر (ثامر) تحية لوالدته العظيمة التي لم تخدش صورة زميلها حتى أمام ابنها!

ولم يكن الاعتراف بالخطأ علنًا سهلاً على معلم طاووس، كان يستطيع أن (يصرفها)؛ كأن يزعم أنه تعمد ذلك ليمتحن طلابه!!

ولكن لكلمة (أخطأت) حلاوة لو ذاقها بعض المسؤولين (فيذا) ما اضطر لتبريرات سيضحك منها التاريخ طويلًا!

أما الأخخخخ/‏ أنا فقد أدمنها، وظل يروجها بين تلاميذه!



ومنذ ذلك اليوم... ما نظر لتلميذ إلا وبزغ وجه (ثامر) قبله! ولا استعرض قائمة أساتذته من (خضر علي الصبحي) ـ أول من علمه حرفًا ـ إلى الدكتور (عبدالله الغذامي) ـ المشرف على رسالته في الماجستير ـ إلا وكانت (أم ثامر) في الصدارة كالهلال!!!



[email protected]