أسئلة الكتابة الخمسة:رشاد حسن

الخميس - 09 مارس 2017

Thu - 09 Mar 2017

يلقف الكلمة قبل أن تسقط وتختفي، يحاول دائما إبهار نفسه بالشكل الذي يليق به وبالشعر، ويحوم مثل طير حول الكلمات، يتضح له الشعر فيتضح بعدها كل شيء.



رشاد حسن المتخصص في الكتابة الإبداعية، ومؤلف « مرآة تبحث عن وجه »، «وحين رأيت صوتي» يتحدث بطريقته المختلفة والمدهشة عن الكتابة:



ماذا تكتب؟

أكتب الفكرة التي تطرق بابي بلا استئذان، ما ينبغي وما لا ينبغي في أحايين أخر، أكتب الوعي وما يدور في خليج النفس من دواخلها، أكتب ينبوعا يتفجر من بحر الإحساس، الإحساس الذي يربطني بالقارئ، القارئ الذي يتشارك معي في الهموم؛ حتى أصل وإياه إلى الإيمان بأنني متساو معه في حالته وأن ما يختلف هي أسماؤنا.



لماذا تكتب؟

لأن صمتي أعلى من صوتي، ولأن أداة الاتصال الوحيدة هي الكلمات، أكتب لحاجتي لقول شيء لن يعبر عنه سوى الحروف.



أكتب لأتحدث بفم الكلمات، ولأن أصابعي وحدها من تسمح للكلمات بأن تعبر منها، أكتب لأن شخصا ما يجلس في مكان ما يظن أن لا أحد يشعر به؛ أكتب لأباغته.



لمن تكتب؟

لذلك الشخص هناك، الذي يتربع وحيدا، وهو لم يخطر بباله أنني أتربع وحيدا مثله وأمر بأزمته، لأن أحدهم ينتظر منك أن تفصح عن حالته دون أن يفصح عنها هو، لأن هناك من يردد حانقا: لا يوجد من يشعر بي، ثم يتفاجأ بعد حين أنني أشعر به؛ ليست حنكة ولكنها هموم متشابهة.



متى تكتب؟

متى ما اضطررت لذلك، يشبه الأمر كبسولات الطبيب، تلك التي يصرفها لمريضه كي يخفف عنه عناء الصداع الذي يمر به، أكتب كلما شعرت بالاختناق، أو داهمتني رغبة الاختباء، أو أحسست أنني بحاجة للصراخ بصوت خافت، للهروب من حالتي الميؤوس منها إلى حالة أخف ضررا، أو من حزني القاتم إلى سعادة لم أكن أتوقعها؛ ذلك لأن الكتابة مهدئ كما لو أنها كبسولات الطبيب.



كيف تكتب؟

لا أحد يعرف كيف يبكي، كل ما يعرفه؛ أنه يبكي فحسب. لا أحد يفهم كيف يحدق بعينيه، كل ما يعرفه؛ أنه ينظر فحسب. لا أحد يدرك كيف يسمع بأذنيه، كل ما يعرفه، أنه ينصت فحسب.



لا أحد يعي كيف يمشي بقدميه؛ كل ما يعرفه، أنه يسير فحسب.