فواز عزيز

كان يا ما كان.. نزاهة

تقريبا
تقريبا

الأربعاء - 08 مارس 2017

Wed - 08 Mar 2017

• كان يا ما كان.. كانت الحروب تنتهي بهزيمة أحد الطرفين!

• خاضت «نزاهة» حربا ضد «الفساد».. كانت الحرب قوية.. وكانت «نزاهة» الأقوى.. لكن الخصم لم ينهزم حتى الآن!

• كانت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» مرعبة لبعض مؤسسات الدولة.. وكان لمراقبيها صولات وجولات.. وكان المواطن شريكا بالتوثيق والإبلاغ.. كان يا ما كان!

• كانت «نزاهة» ملء السمع والبصر.. وكانت الآمال بأن تقضي على الفساد؛ لكن - نزاهة والآمال- خلال 6 سنوات فقط أصبحت «نسيا منسيا».. وبقي «الفساد» يسرح ويمرح!

• قضايا الفساد التي تولت «نزاهة» التحقيق فيها كثيرة، وليس في ذلك عيب، لأننا جميعا مواطنين ومسؤولين مقتنعون بأن الفساد موجود، وأولى خطوات الاقتناع كانت من «القيادة» بتأسيس «نزاهة».. وأخشى أن يكون غاية «نزاهة» اليوم هو تلقي البلاغات وجميع الوثائق والمستندات وأرشفتها فقط، لأن ذلك لا يقضي على الفساد، بل ربما يجعل كلمة «فساد» دارجة بيننا بلا إحساس أو تأثير!

• في البداية صنفنا كثيرا من الأمور في خانة «الفساد» ومنها «الواسطة».. مضت السنوات ولا تزال «الواسطة» أمرا حتميا في قضاء شؤون حياتنا حتى في إنهاء بعض المعاملات أو الحصول على الحقوق!

• كانت «نزاهة» تنشر تقاريرها السنوات، وكانت مرعبة لبعض مؤسسات الدولة، وقامت «حروب تصريحات» بين «نزاهة» وبعض مؤسسات الدولة، كانت فيها «نزاهة» الحلقة الأضعف.. فغابت التقارير السنوات لنزاهة، وقد عزا رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» الدكتور خالد المحيسن سبب عدم نشر الهيئة تقاريرها السنوية، إلى خضوع الهيئة لآلية ولوائح عمل محددة تلتزم بها، ثم تراجع وأكد أنه ليس لدى «نزاهة» أي مانع من إصدار تقرير سنوي، وقد جاء التراجع في مؤتمر نزاهة الدولي الثاني (الحكومة والشفافية والمساءلة)!

• كان الناس حريصين على دعم «نزاهة» بالبلاغات الموثقة.. وكانت «نزاهة» تدفع مكافآت مجزية على البلاغات الصادقة، اليوم أعتقد أن الناس أحجمت على دعم «نزاهة».. ويمكن أن نعرف سبب الإحجام، إذا سمعنا رئيس «نزاهة» يتحدث في مؤتمر دولي عن احتمالية وجود أشخاص يتعثرون وظيفيا بسبب إبلاغهم عن حالات فساد، رغم أنه يؤكد بأن «الهيئة» تتعاون في سبيل حماية حق المبلغين وفقا للإمكانات النظامية المتاحة، وتحافظ على سرية المعلومات الشخصية.

• هنا سؤالان مهمان: ما هي إمكانيات «نزاهة» النظامية لحماية المبلغين؟ وكيف يتضرر المبلغ رغم أنها تحافظ على سرية المعلومات؟



[email protected]