شاهر النهاري

انبثاق زيارات السلام واضمحلال إرهاب تصدير الثورات

الثلاثاء - 07 مارس 2017

Tue - 07 Mar 2017

خلال السنوات الخمس الماضية، ومنذ أن كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع ثم وليا للعهد، انبثقت سياسته المؤمنة بفوائد السفر لكل الاتجاهات، كما أبدع في استقبال كل قلب وكل كف صادق النية في تأكيد متانة وعمق عرى السلام والمحبة، وتأكيد التعاون المتنوع المشترك المثمر.



وقد زاد تركيز ذلك الانبثاق في الآونة الأخيرة بشكل متوازن بين دول الجوار ودول الشرق والغرب، فشملت زياراته ولقاءاته معظم دول الأشقاء في الخليج العربي، وكثيرا من دول العالم العربي، وأكمل بتوطين الضياء في دول الصداقة الإسلامية، ذات الثقل، وأسبقها بكثير من دول العالم الغربي، والشرقي.



وقد كانت زيارته المكوكية تأتي متوازية، أو مكملة لما كان يقوم به عضداه السياسيان ولي العهد الأمين سمو الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الشاب سمو الأمير محمد بن سلمان، اللذان لم يكونا يتوقفان عن العمل الدؤوب المستمر، لإكمال خطوط وخطوات الانبثاق، ولتأكيد صفاء صحائف سياسة السلام، ورسم الصور المشرقة عن السعودية الجديدة والمستقبلية، والمتقبلة لأفكار ومتطلبات وتحديات تغير السياسة والأحداث على الساحة الدولية عموما، وعلى رقعة الشرق الأوسط خصوصا، وإثبات أن المملكة قادرة على إحداث الفارق، وأخذ القرار بذاتها متى ما لزم الأمر.



سياسة انبثاق مخلصة أمينة، لا يقصد بها إلا إعادة نشر السلام، سواء في البعد، أو القرب، ودعم العلاقات الثنائية بين المملكة وشركائها، ودفع أطر التعاون الاقتصادي والسياسي تبعا للمواقف السعودية الثابتة، وبكل وضوح.



ونظرا لتجارب المملكة السابقة، في مثل هذه الزيارات ولمراجعتها لخلاصات التعاون، والدعم، والمواثيق، فقد خرجت المملكة من الدروس السابقة، بفهم جديد، ووعي أكبر، لأن الأصدقاء لا يكونون فقط بالعدد، ولا بالقرب والوعود؛ حيث يقاس الصديق بصدق النوايا، وتوحيد الرؤية، وبالقدرة على الوقوف صفا مع صديقه سواء كان في أوقات رخاء، أو أنه يمر بأوقات شدة وضيق.



وقد اختلفت وتعاظمت مظاهر بهجة الدول والشعوب، التي زارها أو استقبل جلالته قادتها بيننا، فوجدنا مظاهر شعبية تتحد في التأييد، والمحبة، والرغبة الأكيدة في تثبيت العلاقات المتينة.



والمملكة في سياستها الانبثاقية تثبت للعالم أنها داعية سلام، وأنها عديمة شر للصديق، وقليلة أعداء، وأن عدوها الأكبر يتمثل في الإرهاب العالمي، ومن يحتضنه ويدعمه، ومن يصدر ثورته ليس فقط لمكة والأماكن المقدسة، ولا لدول الجوار، ولكنه بنوايا الشر المتأصلة، يتمنى، ويحلم، بل ويعمل جاهدا على نشرها بين دول العالم أجمع.



وفي مقارنة بسيطة بين انبثاق المملكة، وانكماش حكومة ملالي طهران، فإن الفرق شاسع بينهما، ويكفي أن نعرف أن الدستور الإيراني، الذي أقر بعد الثورة الخمينية كان، وما زال يحتوي على مبدأ أساسي فيه تصدير الثورة، من خلال الحرس الجمهوري الثوري وخلاياه سعيا لتوسيع «حكم الله» (وصفهم لثورتهم) في أرجاء العالم كافة.



فأي مبدأ هذا، وشتان بين انبثاق، وانبثاق، وهذا ما حدا بالرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب للعمل حثيثا على وضع الحرس الجمهوري الإيراني تحت قائمة الجهات الإرهابية.



لكل ما نوى، وزياراتنا ستنبثق سلاما ومحبة، وأصدقاؤنا سيكثرون؛ وداعم الإرهاب سينكمش وحيدا، لأن الخير دائما يعم ويكسب، ولو بعد حين.