سعد السبيعي

المملكة الأولى عالميا في هدر الغذاء

نحو الهدف
نحو الهدف

الثلاثاء - 07 مارس 2017

Tue - 07 Mar 2017

في ظل تزايد الجوع في العالم بسبب الحروب والأمراض وضعف الموارد الغذائية، يقابلها للأسف الملايين من الأطنان من المواد الغذائية في المملكة تلقى في النفايات بدون أي عقوبة تذكر، وقد لفت نظري مؤخرا بعض الإحصاءات العالمية والخاصة بأكثر الدول هدرا للغذاء، وللأسف احتلت المملكة طليعة الاستهلاك الغذائي في العالم، كأكثر دولة إهدارا للأغذية، بينما احتلت الإمارات المركز الرابع لتتصدر بذلك دولتان خليجيتان قائمة أكثر الدول إسرافا بالطعام.



في حين يحثنا ديننا الحنيف على الاعتدال في كل شيء وخاصة في آداب الطعام، ونهانا وحذرنا من التبذير والإسراف، وتشير تقارير الأمم المتحدة حول الجوع في العالم إلى وجود مليار إنسان يعانون من الجوع، وأن إهدار كمية من الطعام تقدر بـ1.3 مليار طن سنويا، بما يزيد على أربعة أضعاف الكمية المطلوبة لحل أزمة الجوع في العالم، وهذه الظاهرة غريبة على مجتمعنا، ونحن في المملكة سباقون لمعالجة مثل هذه القضايا ونتمنى أن تجد المؤسسات الحكومية البيئة النظامية للحد من هذه الظاهرة، وإقرار برنامج رقابي على أنشطة الاستفادة من بقايا الطعام التي يجتهد البعض في طرحها كحل للإعفاء من ذنب رمي النعمة، حيث كشفت التقارير المحلية أن نسبة هدر الأرز المستهلك في المملكة سنويا تتراوح ما بين (35-40)%، بقيمة تصل إلى (1.6) مليار ريال، والفاقد والهدر من الغذاء بالمملكة يقدر بـ50 مليار ريال.



وحسب إحصائيات رسمية أعلنت عنها وزارة الزراعة تقدر أن نحو ثلث الغذاء بالمملكة يهدر، وهناك بعض الدراسات المحلية تؤكد أن نحو 90% من الأطعمة التي تقدم في الأفراح والمناسبات لا يستفاد منها وهي عادة غريبة وتنحصر عند بعض الأشخاص للتباهي والفخر الذي ليس له أي معنى، ونحن للأسف نستورد أكثر من 90% من الطعام ، ونهدر منه أكثر من 30%، وهي معادلة في منتهى الخطورة يجب أن نجد لها حلا ناجعا حتى يوقف هذا الهدر غير المبرر، فثقافتنا الدينية تحذر دائما من الإسراف في الطعام وعقوبة المسرف في الدنيا والآخرة، إلا أن الفرد السعودي يهدر ما يقارب 427 كيلو جراما من الطعام سنويا، وبوجود الجمعيات الخيرية المنتشرة في أرجاء المملكة إلا أن قلة منها متخصص في الغذاء ودورها يقتصر فقط في جمع الغذاء بعيدا عن التوعية في الإسراف.



وبالرغم من التحذيرات المستمرة حول مخاطر هدر الغذاء عالميا وارتباطه بالفقر، يجهل البعض أن هدر الغذاء يهدد الاقتصاد الوطني والبيئة معا، فرمي الفائض من الغذاء في حاويات القمامة سبب أساسي لإصدار غاز الميثان والذي يعد أخطر بـ21 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، كما أشارت إليه الدراسات، نتيجة لذلك بلغت البصمة الكربونية للنفايات الغذائية حوالي 3,3 جيجا طن من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وهو ما يعادل ثلث الانبعاثات السنوية من الوقود الأحفوري.



ختاما .. نناشد الجهات المعنية بضرورة إنشاء جهة حكومية أو هيئة وطنية مسؤولة عن حفظ النعمة بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والأهلية الأخرى ذات الصلة، من خلال عمل مؤسسي، مع إنشاء مركز إعلامي متخصص لمشاريع حفظ النعم، وتشجيع العمل التطوعي في مجال حفظ النعمة تحت إشراف مدربين مؤهلين، وذلك في إطار إرساء قواعد العمل التكافلي والخيري وإشاعة قيم الحفاظ على النعمة بين أفراد المجتمع، كما يجب ابتكار طرق حديثة وفعالة في الحفاظ على الغذاء وحلول تثقيفية حول تاريخ صلاحية الأطعمة وجمع التبرعات الغذائية من تجار الأغذية وتثقيف المستهلك.