عبدالحليم البراك

ملائكة أم شياطين!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 06 مارس 2017

Mon - 06 Mar 2017

في حلقة لطيفة لسوار شعيب، وفي فقرة «نسأل الشارع» سأل: ما رأيكم في السب في السوشيال ميديا، الناس ولأنهم أمام الكاميرا؛ أجابوا بأن من يفعل ذلك «عديم تربية»، وأن من حقه النقد وليس من حقه «الشتيمة»، شعيب المغضوب عليه هذه الأيام، لأنه جريء، (سأل سؤالا بسيطا للغاية وقال: إن كان كل من سألناهم قالوا عديم تربية، أجل من هم الأشباح الذين يسبون الناس في تويتر والانستقرام وغيرهما؟).



كل الجماهير (الشياطين) في مباراة الاتحاد والهلال الأخيرة؛ التي رمت الماء على الملعب، لو ظهرت بمقابلة تلفزيونية لأدانت عملية رمي الماء في الملعب على اللاعبين، ونتساءل من رمى هذه العلب؟ ولو انتقلت نفس الجماهير لتكتب خلف يوزرات في تويتر لرأيت حجم الشتائم للحكم واللاعبين وللجماهير بين بعضها البعض. في الواتس اب، الأصدقاء الملائكة ممن نعرفهم، يرسلون لنا نصائح دينية وحكما عملية، ونبذا وإدانة للفساد، ونتساءل أين المفسدون إن كنا كلنا ملائكة في الواتس اب.



التناقض طبيعي لمن يضع صورة يحبها الناس وصورة مختلفة لشخص يحب نفسه بأنانية، ويعمل المستحيل من أجل أن يكسب بشكل محرم أو يشتم ويؤذي الآخرين!



نحن ملائكة عندما نتحدث عن قلة رواتبنا، وأنها لا تكفينا، شياطين عندما نتكلم عن رواتب غيرنا وأنهم لا يستحقونها، نحن ملائكة جدا عندما نتكلم عن الإسلام، شياطين عندما نمارس أعمالنا اليومية بعيدا عن الإسلام!



شيء آخر، نحن ملائكة عندما نكتب بأسمائنا الحقيقية، شياطين عندما نكتب بأسماء مستعارة، ملائكة عندما نتحدث عن الغير وفسادهم، شياطين عندما نملك القوة في اقتناص الحرام، نحن ملائكة عندما نتكلم عن المثل، وشياطين عندما تغلبنا شهواتنا.



نحن ملائكة عندما نشتري وندين الغش، شياطين عندما نبيع ونغش وطننا وإخواننا، ملائكة عندما ندين العنصرية إن كانت ضدنا أو ضد الإسلام والمسلمين في الخارج، لكننا شياطين عندما نتعنصر ضد كل شيء نكرهه، نحن ملائكة تمشي على الأرض تنظيرا، شياطين عندما يتعلق الأمر بمصالحنا الشخصية!



عفوا نسيت أن أضيف خطأ وقع فيه الكاتب: التعميم خطأ، ومن باب كوني من الملائكة سأقول بعضنا، ومن باب كوني من الشياطين أقول كلنا، كما أرجو استبدال كلمة (نحن) بكلمة (بعضنا) حتى لا تتسلط علي الملائكة والشياطين!



[email protected]