الحوار الوطني يطلق برنامجا إعلاميا يعزز التلاحم والتعايش المجتمعي

الاثنين - 06 مارس 2017

Mon - 06 Mar 2017

نظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ممثلا في أكاديمية الحوار للتدريب في مدينة الرياض بمقر الأكاديمية وعلى مدى خمسة أيام برنامجا تدريبيا للإعلاميين بعنوان "مهارات الحوار الإعلامي" بهدف تعزيز مهارات المتدربين لتقديم رسالة إعلامية تعزز من قيم التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي، تصل إلى الجمهور المستهدف دون تشويش أو تحريف.



وركز البرنامج الذي شارك فيه 70 إعلاميا وإعلامية على ثلاثة محاور رئيسة، هي مفاهيم الحوار الإعلامي، ومهارات الحوار الإعلامي، إضافة إلى إدارة الخلاف في الحوار الإعلامي عبر مجموعة من الإجراءات التطبيقية تدعمها حزمة من الأساليب والأدوات العملية التي تساعد المحاور على الخروج برسالة إعلامية واضحة ومحددة.



وأعد البرنامج مجموعة من المتخصصين الأكاديميين والممارسين للعمل الإعلامي، حددوا فيه بصورة مفصلة الأسس العملية والنظرية موزعة على ثلاث وحدات تدريبية تغطي الجوانب الثقافية والموضوعية والأخلاقية والتقنية واللغوية والشكلية للبرامج والموضوعات الحوارية.

واستعرض البرنامج أيضا المبادئ الأساسية للحوار الإعلامي التي تؤكد أهمية التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي والتنوع الثقافي والتسامح، على نحو يسهم في إنتاج مادة إعلامية متكاملة تراعي احتياجات المجتمع باختلاف أطيافه، وتلبي متطلباته الثقافية والمعرفية والاجتماعية، وتكرس مفهوم تقبل الرأي والرأي الآخر.



وأوضح مساعد مدير عام أكاديمية الحوار للتدريب في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور محمد السيد أن البرنامج التدريبي يهدف لتعزيز مهارات المستفيدين منه عبر خطوات علمية وعملية تفاعلية ينفذها المتدربون على كل محور بالشكل الذي يسهم في تكريس السمات الاحترافية في صناعة موضوعات إعلامية تكرس التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي وتنظيم فعاليات حوارية وفقا للأسس النموذجية، وتوثق مفهوم تقبل الرأي والرأي الآخر.



وأشار الدكتور السيد إلى أن البرنامج التدريبي يمثل منصة عملية يتفاعل فيها المتدربون مع المدربين عبر تنفيذ الموضوعات الحوارية في شتى المجالات، منها السياسية والاجتماعية والدينية والرياضية، سواء في الإعلام المقروء أو المرئي أو المسموع وأيضا الالكتروني، وضم أيضا فنونا حوارية متنوعة شملت الندوات والمؤتمرات والطاولة المستديرة والمناظرات الحوارات الجماهيرية.



ونوه المتحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام هاني الغفيلي باختيار المسؤولين عن أكاديمية الحوار للتدريب لهذه الحقيبة، مؤكدا أنه كان موفقا جدا لأنه مهما كانت الموهبة المتوفرة في الإعلامي فهو في حاجة دائمة لتطوير ذاته وتنمية مهاراته من خلال مثل تلك البرامج النوعية، إضافة إلى تبادل الخبرات مع كوكبة من الإعلاميين المنخرطين في وسائل إعلام مختلفة ويملكون قدرات متنوعة.



وأكد الغفيلي أن نتائج البرنامج ستنعكس سريعا على المتدربين بعد أن اكتسبوا مهارات مميزة تمكنهم من إدارة أي جلسات حوارية أو ندوات ومؤتمرات، إضافة إلى إمكانية التعامل مع مختلف الشرائح العمرية والفكرية وجميع وسائل الإعلام وأيضا فن إدارة الأزمات الإعلامية.



من جهته أكد الإعلامي صلاح الغيدان أهمية مثل هذه البرامج، خاصة أن الإعلامي قائد رأي وقدوة، ومثل هذه الدورات التدريبية تسهم في رفع مستوى تفكير المستفيدين وأدائهم في وسائل الإعلام المختلفة في ظل اتساع معرفة الجمهور المتواكبة مع الانتشار الواسع لمنصات الإعلام وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، مشددا على أن الحوار هو وسيلة الإعلامي الناجح.



وأوضحت الإعلامية التربوية هيا الدكان أن عنوان البرنامج جذبها بشدة وجعلها توافق دون تفكير على الالتحاق به، خاصة أنه مجال عملها الرسمي، كما أن الدعوة جاءت من مؤسسة مرموقة، مضيفة أنها حصدت استفادة كبيرة، خاصة أن المعرفة قوة، وقد منح البرنامج قوة معرفية جديدة للمتدربين، لأن الرسالة كانت واضحة ومحددة من خلال جرعات مركزة، حيث أضاف هذا البرنامج تميزا إلى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والجميع بحاجة إلى التدريب، خاصة الإعلاميين، وأشادت بطريقة التقديم وبأساليب المدربين، معربة عن أملها في استمرار مثل هذه البرامج في ظل حقائب متخصصة كما يحدث حاليا.



وأكد كبير مذيعي التلفزيون السعودي عبدالله الشهري أن الهدف من البرنامج تحقق انطلاقا من أهميته، خاصة أن الحوار هو الأصل في العلاقات الإنسانية السوية، منوها بدور مركز الملك عبدالعزيز في نشر هذه الثقافة التي تعم فائدتها على جميع أبناء الوطن وليس الإعلاميين فقط.



يذكر أن أكاديمية الحوار للتدريب تبنت تحت مظلة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني استراتيجية ترتكز على تنمية مهارات الحوار والتعايش بين أفراد المجتمع، ونظمت منذ انطلاقها 21 حقيبة تدريبية معتمدة من منظمة اليونسكو ووزارة الخدمة المدنية، وتعمل أيضا على تأهيل مدربين معتمدين داخل المملكة وخارجها وفقا لبرامج متخصصة لتلبية الاحتياجات التدريبية، مع مراعاة التوازن بين الجانبين العملي والمعرفي.