زيارة خادم الحرمين لإندونيسيا حدث تاريخي مهم

السبت - 04 مارس 2017

Sat - 04 Mar 2017

لا شك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ لدولة إندونيسيا الحبيبة حدث تاريخي مهم، يحمل دلالات ومعاني خاصة لعلاقات التعاون والصداقة المتينة القائمة بين البلدين، كما تسهم في دعم العلاقات الثنائية بينهما وترسيخها، وهي امتداد للعلاقات التاريخية بين شعبي إندونيسيا والمملكة العربية السعودية التي تعود إلى أمد بعيد في الأزمنة التاريخية السابقة، وجمهورية إندونيسيا لها مكانة خاصة في قلوب الشعب السعودي كأكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان. وتوقع الكثير أن توطد هذه الزيارة علاقات التعاون والصداقة المتينة القائمة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن تفتح فرصا جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين كأولوية متماشية مع رؤية المملكة 2030، وكعضوين في مجموعة العشرين، وأن لهما إمكانات وفرصا هائلة للتعاون الاقتصادي التي يمكن بحثها وتطويرها، بما فيها التجارة والاستثمار والتعدين.

وتابع العالم كله الاستقبال الحافل الكبير وما تخلله من احتفاء وتكريم على المستويين الرسمي والشعبي للزعيم الإسلامي العربي خادم الحرمين الشريفين أثناء زيارته لدولة إندونيسيا الحبيبة، وما لقيه ـ حفظه الله ـ من الشعب الإندونيسي الذي خرج لاستقباله بالورد والأهازيج وبكل مشاعر الحب والوفاء الصادقة الذي لا يستغرب على هذا الشعب الكريم.

ووجه خادم الحرمين كلمة للشعب الإندونيسي نشرها رئيس جمهورية إندونيسيا جوكو ويدودو ــ مدونة فيديوـ عبر حسابه الشخصي على فيس بوك تم تناقلها بشكل واسع، حيث قال الملك سلمان فيها: «أنا مسرور جدا بأن أكون في إندونيسيا مع فخامة الرئيس في وسط الشعب». وأضاف «إندونيسيا والشعب الإندونيسي أعزاء عندنا وإخوان».

وقد ألقى الملك سلمان كلمة تاريخية أمام مجلس النواب الإندونيسي ـ البرلمان ـ بحضور رموز الدولة والرؤساء السابقين وكبار المسؤولين وقادة الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية الذي قال عنها نائب رئيس مجلس النواب الفهري حمزة: «نحن ممتنون جدا بهذه الكلمة، والجميع مترقب لها». وقد أكد خادم الحرمين الشريفين فيها «علينا أن نقف صفا واحدا في مواجهة هذه التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية خاصة، والعالم بصفة عامة، وفي مقدمتها ظاهرة التطرف والإرهاب وصدام الثقافات وعدم احترام سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية وأن ننسق المواقف والجهود، بما يخدم مصالحنا المشتركة والأمن والسلم الدوليين».

وهذا دليل على ما تشهده الدبلوماسية السعودية بقيادة الحكومة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين انطلاقة كبرى، فقد تميزت بسجل حافل من الحكمة والوقار في جميع اتصالاتها بدول العالم وفي علاقاتها الخارجية وروابطها مع العالمين العربي والإسلامي. كما تحرص دائما ـ سددها الله ـ على أن تبقى المملكة بدورها المؤثر في السياسة الدولية وذلك بوفائها لتعهداتها وصداقاتها، وبإيمانها بمفاهيم السلام والمصالح المتبادلة والوقوف بجانب الحق والعدل دوما.