عبدالغني القش

الصحة وضعها خطير.. معالي الوزير!

الجمعة - 03 مارس 2017

Fri - 03 Mar 2017

مؤلم أن ترى مريضا تم نقله بواسطة الإسعاف لقسم الطوارئ في أحد المستشفيات الكبرى فيفاجأ أهله بأنه لا يوجد سرير في الطوارئ، ليضطر إلى الجلوس على كرسيه ريثما يغادر أحد المرضى، ومحزن أن يتم تحويل مريض من محافظة وبواسطة الإسعاف أيضا وبحالة حرجة فتكون الصدمة أنه لا يوجد سرير في العناية المركزة، ويمكث لساعات في الطوارئ، ويتواصل مسلسل الأحزان ويوغل في الإيلام عندما تشاهد مريضا تم طلب تحويله لمستشفى تخصصي منذ أمد ومات على سريره قبل أن تصل الموافقة، أما الفاجعة فحالة تم طلب نقلها بالإخلاء الطبي فتأخر كثيرا ووصلت الموافقة بعد وفاة المريض!



كل هذه الفصول لم تكن كافية لتغطية كامل المسرحية التراجيدية التي يعايش فصولها كافة أفراد المجتمع بل ويعانون منه بشكل يومي؛ فمريض يراجع قسم العظام ويحتاج لعملية فيكون الموعد بعد أشهر!



وتأتي الكارثة لتي تطرق المسامع دون أي اهتمام، وقد أوصلت هذه المعلومة شخصيا لوزير صحة سابق، وهي عدم قيام الوزارة بإنشاء أي مستشفى في مدينة اتسعت عشر مرات تقريبا وتضاعف عدد سكانها أربع مرات، ويرتادها أكثر من ثمانية ملايين زائر سنويا، ومع تلك المعطيات مجتمعة لم يتم إنشاء مستشفى منذ أكثر من 33 عاما، أليس هذا الخبر يعد كارثة؟!



وبعد الإفاقة من الكارثة يبرز سؤال عن المسؤول عن إيقاف عجلة التنمية الصحية طوال هذا المدة!



ومن الواضح أن الوزارة لا تسير وفق استراتيجية واضحة في إنشاء المستشفيات، فمدينة تمددت أفقيا وتزايد قاطنوها، ومع ذلك تقف الوزارة مكتوفة الأيدي، وإذا ما ألح الأهالي وطالبوا فإن الإجراء إنشاء مركز صحي لتكميم الأفواه ولا يفي بالغرض.



وهناك تساؤل عن دور الجهات الأخرى كالهيئة العامة للإحصاء ووزارة الاقتصاد والتخطيط، فليس لها جدوى إذا لم تزود الجهات بنتاجها الذي يترتب عليه بناء الخطط والاستراتيجيات، ولو كان دورها فاعلا لما بقي المواطن يعاني ويئن جراء الوضع الصحي الراهن.



كم يحز في النفس أن يستمر تحويل المرضى من كافة مدن المملكة لمستشفيات محددة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، والوزارة كان بإمكانها إنشاء مستشفيات ومراكز تخصصية.



وهنا يدور سؤال كبير ومحير عن مصير مشروع الحزام الصحي الذي يهدف إلى إنشاء 19 مستشفى تخصصيا على غرار مستشفى الملك فيصل في كل مناطق السعودية!



وقد دار جدل كبير حول هذا المشروع الهام، فوزير يؤكد وآخر ينفي، مما يؤكد أن وزاراتنا لا تسير بشكل استراتيجي بل بفكر أحادي، ومجلس الشورى سبق أن حاور أحد وزراء الصحة السابقين، وكانت الصدمة علمه بفصول المأساة (قلة المستشفيات وعدم كفاية الأسرة وطول أمد المواعيد ونقص الأدوية والأطباء والتمريض)، ووعد بالخروج من تلك المآزق، ولكن شيئا لم يتغير، بل الأمور تسير بشكل مخيف للأسوأ.

أما عن آخر ما يدور في الأروقة فهو دراسة قرار كارثي يقضي بتحويل المرضى للمستشفيات الطرفية!.



أخيرا لك أن تتصور – عزيزي القارئ – أن مستشفى يتم إنشاؤه وينتظر التشغيل لأعوام، وأرض تستلمها الوزارة مساحتها مليون متر مربع تحوي مستشفيين لم يتم إنشاؤهما رغم الحاجة الماسة إليهما.



وأما الذي لا يمكن تصوره فهو أن تكون المستشفيات كلها في جهة الغرب ليبقى سكان الشرق ينتظرون الموت المحقق في حال حدوث الأزمات والكوارث، والوزارة تقف موقف المتفرج!



ويبقى المرضى يعايشون الألم ويعيشون فصول المأساة، ولا بواكي لهم، فهل ننتظر تحركا سريعا وتغيرا إيجابيا بعد تسنم معالي الدكتور توفيق الربيعة لزمام أمور الوزارة؟



[email protected]