مانع اليامي

القضية خطيرة يا معالي وزير العمل

الجمعة - 03 مارس 2017

Fri - 03 Mar 2017

بداية، لا يمكن للعلاقة بين العامل ورب العمل أن تسير في الاتجاه الصحيح دون تعثر، وهي بلا إطار تشريعي يكفل كرامة الإنسان، والموازنة العادلة بين واجباته وحقوقه، وبما يحقق الاستقرار النفسي للعامل، ذلك الاستقرار الذي يشكل في عيون وعقول المحبين لأوطانهم، المخلصين لأعمالهم حجر الزاوية للاستقرار السياسي.



من هذا المنطلق، وبصفة سوق العمل من روافد الاقتصاد الوطني لأي دولة، نجد أن العقلاء وأهل الرأي في كل البلدان يميلون وبكل قوة إلى تأصيل مبدأ ضرورة حماية نظام العمل من الاختراقات، وصون أحكامه من التفسيرات المبطنة بنية استغلال السلطة الوظيفية لإلحاق الضرر بالحلقة الأضعف «العامل».



عموما نظام العمل، ينطوي على دلالات قطعية تصب في صالح كرامة الإنسان وحفظ حقوقه، وتبيان واجباته وبنصوص صريحة لا تحتمل التأويل أو التعسف إلا في مطابخ المتحرشين بالقواعد القانونية، وهم كما يظهر من فئة «غير المبالين» بكرامة الأنظمة المرعية، وإلا فكيف يجرؤ موظف أو مسؤول على مخالفة نظام تحت توقيع ولي الأمر.



معالي الوزير بكل صراحة، نظام العمل يتعرض للاختراقات التي يكشف ظاهرها سابق الإصرار والترصد، ولا أدل على ذلك من كثرة قوائم القضايا العمالية في الهيئات العمالية، ويبقى تباين الأحكام مقابل تطابق القضايا مسألة أخرى لا تغيب أهميتها عن فطنتكم.



الأهم هنا هو، أن بعض العمال وتحديدا في بعض الجهات الحكومية التي يوجد بها كوادر بشرية تعمل تحت مظلة نظام العمل يتعرضون من قبل رؤسائهم للمضايقات حد تصفية الحسابات والانتقام.



ومن الأمثلة على ذلك تكليف العامل بعمل يختلف عن عمله الجوهري المحدد في عقد العمل، وأزيد على ذلك أن ثمة من يحول العامل إلى وظيفة أقل كأساس لتصفية الحسابات والمساس بالكرامة الإنسانية، رغم أن نظام العمل السعودي الصادر بمرسوم ملكي تحت إمضاء خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، يمنع ذلك كما نصت المادة «60 عمل».



السؤال لماذا يقدم بعض المسؤولين على مخالفة نظام العمل، وهو بهذه الصفة والهيبة؟، ألا يوجد خلف كل مخالفة علامات استفهام؟ أو لنقل مسؤول فاسد وثقافة عمالية غائبة.



أين العقوبات الرادعة المتبوعة بمسوحات وتحريات تسبر غور أساس الجرأة على مخالفة نظام الدولة عبر سلطة الوظيفة، وربما لأغراض شخصية.



ختاما، تحرك وزارة العمل ضرورة ملحة يا معالي الوزير للحيلولة دون تحول مجتمعنا المهني إلى مدرسة لتعليم أساليب التعسف والانتقام، القضية خطيرة.. ولنا حديث متصل.. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]