شاهر النهاري

ليس في بريطانيا فقط!

الجمعة - 03 مارس 2017

Fri - 03 Mar 2017

طالعتنا صحيفة مكة (1145)، بتقرير صحفي عن إطلاق السفارة السعودية في بريطانيا تنبيها شديد اللهجة للسعوديين على خلفية تحذيرات من احتمال وقوع هجمات إرهابية وشيكة.



وقد تم تعميمها على الأندية والمجموعات الطلابية، متضمنة مجموعة من التعليمات والنصائح، التي ينبغي اتباعها في مثل هذه الظروف الحرجة، التي تمر بها دول أوروبا، وتحقيقا لسلامتهم على الأراضي البريطانية.



ومن أهم تلك النصائح متابعة التعليمات الأمنية التي تصدرها أقسام الشرطة المحلية والابتعاد عن التجمعات والمظاهرات التي تكون فيها مطالبات حقوقية وما شابهها، وتجنب الأندية الليلية التي تبقى مفتوحة حتى وقت متأخر.



وكان مستشار جهاز مكافحة الإرهاب في بريطانيا (ماكس هيل)، قد حذر مواطنيه من أن مستوى التهديد الإرهابي الذي تواجهه بريطانيا حاليا لم يسبق له مثيل منذ تفجيرات الجيش الجمهوري الأيرلندي في سبعينات القرن الماضي.



ولعلي كنت أتصور أن ذلك أمر بديهي، ولا ينطبق فقط على بريطانيا، ولا على الطلبة دون غيرهم، فالعاقل خصيم نفسه، وليدع الشخص مهما كان سبب زيارته للدول الأخرى نصب عينيه أنه يأتي من بلد لها الكثير من الأعداء، وأنه محسود على ما يمتلك، وما يظهر أنه يملكه، وأنه ربما يعاقب بذنب غيره، عندما يشارك العرب والمسلمين في تلك الدول تجمعاتهم، واحتفالاتهم وتبرعاتهم، وبما يمكن أن يدخله تحت طائلة القانون، مع أنه ربما يعتقد أنه لا يفعل ما يتعارض مع القانون.



لماذا يزج الشخص منا بنفسه في مكان مشبوه، أو في تجمعات عنصرية أو مظاهرات وزحام وريبة قد تعود عليه بما لا يمكن تلافيه، وبما يمكن أن يقلب سيناريو حياته، ويجعل منها مأساة.



لو عرف الشخص منا النازل في أي أرض الله كيف يندمج مع المجتمع الأصلي، فلا يظل يشذ بثيابه المختلفة، ولو عرف مشاعر الآخرين نحوه، ومحدودية فهمهم لطبيعة ما يعتقد أنه شيء طبيعي ومفهوم، ولو درس خطوات تنقله، وأوقاتها، وتبين أماكن تواجده وعرف من يتعامل معهم، فلا يجازف، ولا يترك أمره للمجهول، لكان بإذن الله إلى شواطئ السلامة أقرب ممن يزداد هياطا وعبطا، ويتمادى، ويعتقد أنه فوق القانون، ويتركها للتساهيل، وللصدفة، ولمنتهى الغباء.



كل ذلك عبارة عن ثقافة سياحة وسفر يجب علينا جميعا أن نبدع فيها لكثرة ما نسافر، حتى إنك تجد في كل فج عميق سعوديا.



وينطبق ذلك حتى على سفرياتنا للدول العربية والإسلامية، التي ما زلنا نستطيع زيارتها، فلو عاد كل شخص منا لذكريات ما حدث من قبل في تلك البلدان لأفراد سعوديين، من موت في تفجيرات وعمليات إرهابية، ومن قتل عنصري، ومن اعتقالات أمنية في الطائرات بسبب سوء فهم أو مزاح، ومن توقيف ومعاملة سيئة وضرب في بعض المطارات بما يحملونه معهم، ومن سرقة وابتزاز، ومن عمليات الدهس، ومن اختطاف لبعض الأفراد وطلب الفدية، ومن اختفاء عن وجه الحياة، لما تخلى أحدنا عن الحيطة والحذر الشديد، ولما بحث عن أجواء الملاهي الليلية، أو دس نفسه في مسارات مظلمة، أو بحث عن الممنوعات من خمر ومخدرات ومجون، ولا شارك في عمليات تبييض أموال، أو تهريب، والمثل يقول: «يا غريب كن أديب».



[email protected]