أحمد صالح حلبي

تعليم مكة ينفي الحقائق

الخميس - 02 مارس 2017

Thu - 02 Mar 2017

لم نعد نعرف ما إذا كانت وزارة التعليم تطورت شكلا ومضمونا، أم إن تطورها غدا شكلا وغاب مضمونا، فما نراه بات منحصرا في تغيير المسميات، وأصبحنا نقول معلما بدلا من مدرس، وقائدا بدلا من مدير مدرسة، ومع كل تغيير نجد تراجعا بارزا في أداء المعلمين، وخلافا واضحا في إيضاح الحقائق، ولم نر اتفاقا حول ضرورة العمل على توفير المباني المدرسية، إضافة إلى عدم التوافق على توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب والطالبات.



ومن يزور أي مدرسة في المباني المستأجرة يرى كيف يتلقى أبناؤنا وبناتنا تعليمهم، فدخولهم صباحا يشبه دخول الدجاج لأقفاصها، وخروجهم منها كذلك، خاصة طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية.

وبعيدا عن المباني المدرسية المستأجرة وخطورتها على الطلاب والطالبات، أصبحنا نواجه اليوم قضية العدوى الصحية، فقبل أيام مضت نشرت إحدى الصحف المحلية خبرا تحت عنوان (11 حالة اشتباه بمرض «النكاف» بين أوساط المعلمين والطلاب في مدرسة بمكة)، سبقه خبر بعنوان (فيروس النكاف يضرب ابتدائية بمكة.. والتعليم يتحفظ)، وكما جاء في الخبر فإن «عددا من الطلاب والمعلمين بذات المدرسة أصيبوا بالفيروس نتيجة انتشاره في المدرسة بشكل يهدد صحتهم وسلامتهم، في الوقت الذي نفت فيه الإدارة التعليمية بمكة، على لسان مدير المدرسة، صحة انتشار الفيروس، متهما المعلمين داخل المدرسة بتضخيم المرض، والادعاء بانتشاره من أجل الغياب والراحة - على حد قوله».



وأتوقف هنا متسائلا عن صحة ما أشار إليه مدير المدرسة من عدمه، فالمدير ـ قائد المدرسة ـ نفى صحة انتشار الفيروس، واتهم المعلمين بالتضخيم وكأنه يكذب أقوالهم ويشير إلى أنهم كاذبون!

فإن كان المعلمون كذلك، فيجب محاكمتهم؛ لأنهم القدوة التي يقتدي بها الطلاب!



وإن كان العكس صحيحا فهذا يعني أن الإدارات المدرسية بحاجة إلى معالجة تصحيحية لاختيار الأكفاء.



لكن هل يمكن أيضا نفي خبر «مدير العلاقات العامة والناطق الإعلامي بصحة منطقة مكة المكرمة حمد بن فيحان العتيبي الذي أوضح في تصريحه للصحيفة أن صحة مكة شكلت فريقا وقائيا من إدارة مكافحة الأمراض المعدية ونواقل المرض الخميس الماضي، ووقفت على الوضع الصحي للطلاب والمعلمين والعمال في المدرسة الابتدائية للجاليات بالرصيفة، واتضح ظهور 11 حالة مشتبه بإصابتها بفيروس مرض النكاف الذي يصيب الغدة النكافية، 8 منها وسط الطلاب و3 وسط المعلمين، مشيرا إلى أنه تم أخذ بياناتهم والتواصل معهم وتم أخذ العينات اللازمة وإرسالها للمختبر للفحص، كما تم تطعيم المخالطين بالسكن»؟!



وما نريده هو تحرك عملي من قبل وزارة التعليم لمعالجة الوضع، لا أن تحصر جهدها في تكذيب أقوال المعلمين، ونفي حقائق واضحة، وتلتزم الصمت في المعالجة العملية لتفسح المجال لفيروس خطر بالانتقال بين الطلاب والمعلمين الذين يصل عددهم إلى نحو 800 طالب من الجالية الأفريقية، إضافة إلى 42 فردا من المعلمين والعاملين، فهل يترك المجال لانتقال الفيروس لإرضاء شخص أو أشخاص؟

فإن كان خبر الصحيفة كذبا، فهل يعقل أن يكون تصريح مدير العلاقات العامة والناطق الإعلامي بصحة منطقة مكة المكرمة غير صحيح أيضا؟



إن ما نأمله أن تسعى الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة لمعالجة الحالات داخل المدارس معالجة إنسانية، وأن تقف سدا قويا ومنيعا في وجه انتشار الفيروس، فوجود مصابين يعني وجود ضحايا من الطلاب والمعلمين.