السينما والعرب

الخميس - 02 مارس 2017

Thu - 02 Mar 2017

أسدل الستار فجر يوم الاثنين الـ27 من فبراير للعام 2017 بتوقيت مكة المكرمة الحفل السنوي الـ89 لأكاديمية الفنون وعلم الصور المتحركة (جوائز الأوسكار) للأفلام، والذي يقام في صالة مسرح كوداك في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية. وكعادته يحظى الحفل بتغطية إعلامية عالمية واسعة ومن ضمنها المنطقة العربية، لذا أصبحت السينما العالمية وهوليوود خاصة محل اهتمام دقيق جدا في وطننا العربي كمتابعين ومحللين لا أكثر. بعيدين كل البعد عن منافستهم.

تاريخيا البداية الحقيقة للفن السابع (السينما) كانت في العام 1927، حيث عرضت شركة Warner أول فيلم سينمائي ناطق، بعد ذلك بدأت الشركات تتسابق في تطوير وابتكار الأفلام السينمائية من إدخال الألوان حتى إضافة البعد الثالث. أما في عالمنا العربي فأول فيلم ناطق باللغة العربية كان فيلم (أنشودة الفؤاد) الذي أنتجته الشركتان المصريتان (النحاس فيلم) و(إخوان بهنا) في سنة 1931. نلاحظ هنا أننا التحقنا مبكرا بكب صناعة الأفلام لكن خطواتنا كانت ثقيلة جدا مقارنة بالسينما العالمية التي تسبقنا الآن بفوارق كبيرة.

لم يكن هذا الفن العظيم يوما مجرد مادة ترفيهية وحسب، بل كانت وما زالت السينما رسالة يمرر من خلالها كاتب الفيلم أو الشركة المنتجة فكرة ما، أو إيصال معاناة فئة من الناس كفيلم أو بعض الأحداث التاريخية التي باتت مجرد أوراق على رفوف المكتبات، كفيلم (القلب الشجاع) للممثل ميل جيبسون على سبيل المثال. لولا السينما لما عرف البعض ثقافات الدول وتاريخها وإنجازاتها وعدلها وظلمها وعظمتها وجحيمها، لما تعاطف البعض مع شعب ما وكره وحقد على شعوب أخرى، تماما كما أجبرت هوليوود العالم على التعاطف مع اليهود عن طريق فيلم (عازف البيانو). السينما جعلتنا نستشعر آلام الحروب والفقر والجوع والظلم، استغلت هوليوود هذا الفن وأظهرت للعالم أمريكا كأعظم الدول وأعدلها، كما حدث في فيلم (إنقاذ الجندي رايان)، حيث صور الفيلم مدى عظمة الجندي الأمريكي وتضحيته.

بينما السينما العربية لا تزال تدور حول المشاكل العائلية والعاطفية والاجتماعية بصورة درامية باهتة أو كوميدية ساذجة، ليخرج لنا عمل خال من أي رسالة أو هدف غير الهدف المادي. ربما وحده المخرج الرائع مصطفى العقاد (رحمه الله) فهم هذا الفن وأنتج عملين عظيمين متمثلين في فيلم (الرسالة) وفيلم (أسد الصحراء)، لاقت ردات فعل إيجابية عالمية. أما في عالمنا العربي فيكفي أن نقول إن فيلم الرسالة منع من العرض في معظم الدول!

ونظرا لأهمية السينما في العالم الحديث فلقد باتت مادة تدرس في أرقى الجامعات وبدعم كبير من الحكومات، بل وحتى أصبحت عنصرا مهما في اقتصاد البلدان الرائدة في السينما. السينما اليوم علم وأحيانا هي تطبيق أولي لبعض الاختراعات والاكتشافات، فكم من ابتكارات اليوم كانت في السنوات الماضية مجرد أفكار في أفلام للخيال العلمي. وهذه النوعية من الأفلام معدومة تماما في السينما العربية، وهنا يظهر حجم الاختلاف الكبير بيننا وبينهم ليس على الصعيد السينمائي، إنما على صعيد الأفكار والاكتشافات والتنبؤ بالمستقبل.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال