25 مشروعا و16 اتفاقية تحملها زيارة الملك سلمان إلى إندونيسيا

الثلاثاء - 28 فبراير 2017

Tue - 28 Feb 2017

تشهد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى إندونيسيا توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين، تشمل الوزارات والمؤسسات والقطاع السياحي والاستثمار والصناعة والعمل والهجرة وعددا من القضايا الأخرى، إضافة إلى أن الزيارة تحمل نحو ٢٥ مشروعا جديدا، وذلك حسبما أوضحه نائب رئيس مجلس النواب الإندونيسي فخري حمزة هاتفيا ل « مكة ».



إلى ذلك عبر مسؤولون وأكاديميون وباحثون إندونيسيون في حديثهم ل « مكة » عن بالغ سعادتهم بالزيارة التاريخية لخادم الحرمين، والتي قالوا إنها مرتقبة منذ سنوات طويلة لأهم زعيم إسلامي لا يتوانى في دعم الإسلام، ورفعة المسلمين في بقاع العالم كافة، متطلعين لأن تحقق أهدافها وتزيد من أواصر العلاقة بين البلدين، وترتقي بها إلى مراحل متقدمة.



وتفاءلوا بأن تخرج الزيارة بامتيازات عدة يقدمها الجانبان، كإتاحة المجال لعدد أكبر من المسلمين الإندونيسيين لأداء مناسكهم الدينية، في المقابل تسعى حكومتهم لتطوير الخدمات التي تقدم للسعوديين الذين يصلونهم، سواء للسياحة أو التجارة، وتحسين كل الخدمات المقدمة لهم.





الدكتور محمد هدايت

نائب رئيس مجلس الشورى الشعبي في البرلمان الإندونيسي


زيارة مرتقبة

«هذه الزيارة مرتقبة منذ فترة طويلة، رغبة من الحكومة الإندونيسية في توثيق العلاقات مع السعودية، ونأمل أن توفق هذه الزيارة من أجل تحقيق الأمنيات الكبيرة التي تطمح لها الأمة الإسلامية في إندونيسيا من خلال البرامج والاتفاقيات المشتركة بين البلدين.

الإندونيسيون متفائلون على أن الملفات المعدة لمناقشتها مع الملك سلمان تهتم بتفعيل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والدينية، وكذلك العالمية مثل القضية الفلسطينية أو غيرها من قضايا المسلمين، وأن نسعى من أجل تحقيق هذه الأمور المتفق عليها، والتي ستزيد من أواصر العلاقة بين البلدين، وترتقي بها إلى مراحل متقدمة، لأن كلانا لا يريد إلا الأفضل لبلاده وللأمة الإسلامية ككل.

السعودية تقدم لنا الكثير من الخدمات، أهمها خدمات الحج والعمرة، والتي تتم بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين، وأجريت أخيرا تحقيقات أظهرت أن نسبة القبول لدى الإندونيسيين من خدمات الحج وقناعتهم بها ارتفعت بشكل كبير، وتتحسن من عام لآخر، مما يعكس حرص السعودية على تطوير خدماتها باستمرار.

وكلنا أمل أن تتطور هذه الخدمات، وأن تضع السعودية أفضل الحلول لتحقيق رغبة الكثير من الإندونيسيين في أداء فريضة الحج، إذ إن زمن الانتظار يمتد إلى سنوات طويلة، لذلك فهم بحاجة إلى رفع النسبة السنوية المخصصة لنا، ونعلم أن هناك محاولات من الدولة لرفع الطاقة الاستيعابية للحج، لذلك جاءت توسعات الحرمين الشريفين والمطاف، ونحن على يقين أن السعودية تسعى لخدمة كل ضيوف الرحمن بجميع أنحاء العالم.

كذلك نحن هنا نسعى إلى تصحيح مفهوم السياحة، فهناك من يراها محصورة في مناطق معينة، ونعمل على بناء أماكن سياحية مثل الفنادق والمطاعم، ونطور من الحالة الأمنية لضمان اطمئنان السياح، وتسهيل الحصول على التأشيرات، وننشط السياحة الدينية».









الدكتور أنيس مالك طه

رئيس جامعة السلطان أجونج الإسلامية


أثر تجاري

«نحن نفتخر بالعلاقات التي تربطنا بالسعودية حكومة وشعبا، وليس هناك ما يشوب هذه العلاقة الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وبلا شك أن كل المسلمين يتوقون لهذه الزيارة، وينتظرونها بكل سرور، لتعلقهم بالدولة التي تستقبلهم والمسلمين الآخرين كافة طوال العام لأداء مناسكهم الدينية.

ونأمل أن يكون للزيارة أثر تجاري واقتصادي ينعكس على السياحة الداخلية في إندونيسيا، مما يسهم في ازدهار البلاد، ودائما لا تتردد السعودية في الوقوف خلف الدول الشقيقة لدعمها».







الدكتور أحمد طيب رايا

عميد كلية التربية والتعليم بجامعة شريف

هداية الله الإسلامية الحكومية بجاكرتا

مثمرة للشعبين


«العلاقات وطيدة ليست من الناحية التاريخية فحسب، بل من نواح عدة، أهمها الدينية، لأننا دولتان إسلاميتان، وكذلك لأننا، الشعب الإندونيسي، نتجه يوميا لقبلتنا في بيت الله الحرام، ونزور مكة المكرمة لأداء فريضة الحج والعمرة، إضافة إلى ارتباطنا الوثيق بعلاقاتنا التربوية والتعليمية، فكثير من الطلاب الإندونيسيين كانوا وما زالوا يتلقون تعليمهم داخل السعودية، وحصلوا منها على درجات عليا في شتى أنواع العلوم الإسلامية والاجتماعية، وغيرها، وأصبحوا فيما بعد أساتذة بجامعاتنا.

هناك تبرعات كبيرة من السعودية لبناء المساجد في إندونيسيا، ولذلك أعتقد أن زيارة الملك سلمان فرصة جميلة ستسهم بشكل أكبر في إنشاء عدد أكبر من المشاريع الخيرية وبناء المساجد التي يستفيد منها كل المسلمين هنا، وستكون مثمرة للشعبين لأنها ستدعم أيضا الجوانب التجارية والاقتصادية.

أرى أن السعودية اهتمت بالمسلمين الإندونيسيين الذين يزورونها لأداء مناسك العمرة والحج، ففي كل عام نلمس تفوق الخدمات ورحابة الاستقبال، إلا أننا على أمل أن ترفع حصتنا السنوية لأعداد الحجاج ليتمكن عدد أكبر من المسلمين من أداء الفريضة».







فخري حمزة

نائب رئيس مجلس النواب الإندونيسي

مذكرات تفاهم


«التاريخ الذي يربط البلدين يعود إلى نحو نصف قرن، أي 47 عاما، حين زار الملك فيصل إندونيسيا، والآن يتبع الملك سلمان خطى الملك فيصل ليلتقي بالوزراء ويلقي خطابا في مبنى البرلمان، كما فعل الملك فيصل في خطابه آنذاك، وبعد ذلك سيتم توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم فيما بين البلدين، تشمل الوزارات والمؤسسات والقطاع السياحي والاستثمار والصناعة والعمل والهجرة وعددا من القضايا الأخرى، كما تعد الزيارة في غاية الأهمية بالنسبة للإندونيسيين لكونها تحمل نحو 25 مشروعا جديدا.

تتضمن الزيارة عددا من القضايا وليس فقط الاقتصاد لأن إندونيسيا والسعودية من أكبر الدول من حيث أعداد المسلمين، فالتعاون بين البلدين سيعود بالنفع على الاقتصاد والسياسة والأمن. وتعتبر هذه الزيارة فرصة للبلدين لتقديم الإسلام بشكل حضاري ومشاركة المعلومات حول كيفية مكافحة الإرهاب في كلا البلدين وكذلك العالم بأكمله.

يعبر قادة وشعب إندونيسيا عن شكرهم العميق للحكومة السعودية وللملك لإعادته لحصة إندونيسيا من الحجيج إلى 210 آلاف حاج سنويا، إضافة إلى حصة الـ10 آلاف حاج التي أقرها الملك سلمان بسبب حادثة منى وبعض المشكلات الأخرى. نتمنى ألا تتوقف المناقشة فقط حول قضية حصص الحجيج، وذلك للعمل على تطوير سبل تسهيل الحج بما في ذلك تطوير البنية التحتية لكلا البلدين. فهناك عدد من الإندونيسيين مستعد للاستثمار في السعودية، كما هو الأمر باستعداد السعوديين للاستثمار في إندونيسيا، وبالتأكيد إندونيسيا على كامل الاستعداد لتسهيل الاستثمار».







الدكتور يون محمودي

أكاديمي في جامعة إندونيسيا - مركز دراسات الشرق الأوسط والإسلام

توفير الفرص


«أعتقد أن زيارة الملك لإندونيسيا لحظة مميزة جدا، لأن الشعب الإندونيسي كان يتطلع لزيارة مثل هذه، وكانت زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، آخر زيارة لملك سعودي لإندونيسيا في1970 ، فبعد 47 عاما من غياب هذا النوع من الزيارات حظينا اليوم بزيارة الملك سلمان التي ستوفر فرصا لاستثمارات اقتصادية خاصة في ظل نمو الاقتصاد الإندونيسي، وستقوي العلاقة بين البلدين في التعليم، كما من شأن هذه الزيارة أن تقوي العلاقات الاقتصادية وتسرع من نموها بين البلدين.

يقدر الحجاج الإندونيسيون جميع الخدمات التي تقدمها الحكومة السعودية، ونأمل زيادة حصة الحجيج لأن قائمة الانتظار الآن طويلة جدا، ويضطر الكثير للانتظار لمدة 15 عاما لأداء المناسك ».