السعودية وماليزيا تعلنان إنشاء مركز الملك سلمان للسلام العالمي

بيان مشترك يؤكد ضرورة التزام إيران بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول
بيان مشترك يؤكد ضرورة التزام إيران بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول

الأربعاء - 01 مارس 2017

Wed - 01 Mar 2017

صدر اليوم بيان مشترك في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ماليزيا، أعلن فيه البلدان عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا باسم (مركز الملك سلمان للسلام العالمي)، وذلك بالتعاون بين كل من مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في السعودية ومركز الأمن والدفاع بوزارة الدفاع الماليزية، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية، ورابطة العالم الإسلامي، على أن تنسق هذه الجهات فيما بينها لإكمال الترتيبات اللازمة لتنفيذ انطلاقة المركز خلال 90 يوما من تاريخ إعلانه، كما عبر الجانبان عن قلقهما البالغ إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وأكدا على الحاجة إلى التزام إيران بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول.



تطوير العلاقات

بناء على الدعوة الكريمة الموجهة من ملك ماليزيا السلطان محمد الخامس، زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ماليزيا من الأحد الماضي وحتى اليوم.



واستقبل ملك ماليزيا خادم الحرمين في القصر الملكي، حيث قلده وسام الدولة الملكي الأول (وسام التاج)، كما عقد خادم الحرمين ورئيس وزراء ماليزيا محمد عبدالرزاق مباحثات بناءة ومثمرة تم خلالها تبادل وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.



واتفق الجانبان على أن تبادل الزيارات بين البلدين على جميع المستويات من شأنه أن يسهم في تطوير العلاقات الثنائية بينهما، كما اتفقا على تكثيف الاتصالات والتعاون بين المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص في البلدين بهدف تعميق وتوسيع نطاق العلاقات الثنائية بينهما، كما أكدا أهمية تقوية وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين والتعاون بينهما في مجالات الاستثمار واستكشاف الفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030، واتفقا أيضا على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وتطوير مجالات التدريب والتمارين المشتركة وتبادل الخبرات العسكرية.



دعم الشراكات

ورحب البلدان بمشاركة أرامكو السعودية مع شركة بتروناس الماليزية لتطوير وتملك مجمع عملاق متكامل للتكرير والبتروكيميائيات في ولاية جوهور الماليزية، والذي سيكون من شأنه الإسهام بشكل كبير في دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين على المدى الطويل وتعزيز التعاون بينهما في مجال الطاقة.



كما وقع البلدان على مذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي والتعليمي التي سيكون من شأنها تمهيد الطريق لمزيد من التعاون في مجالات تبادل المعرفة والخبرة ونقل التكنولوجيا، وعلى مذكرة تفاهم في مجال العمل والموارد البشرية التي سيكون من شأنها تكثيف برامج التدريب وتبادل الخبرات في مجالات السلامة والصحة المهنية والمعلومات والإحصاءات ذات الصلة بسوق العمل في البلدين، ومذكرتي تفاهم في مجال التعاون التجاري والاستثماري، وفي مجال التعاون بين وكالتي الأنباء السعودية (واس) والماليزية (بيرناما).



مواجهة التطرف

وجاءت القضايا التي تهم الأمة الإسلامية في مقدمة القضايا التي تم بحثها، وكان هناك اتفاق تام على ضرورة تكثيف وتضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف ونبذ الطائفية وللمضي بالعالم الإسلامي نحو مستقبل أفضل، في إطار أهداف ومقاصد منظمة التعاون الإسلامي، والسعي إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين، كما كانت ظاهرة الإرهاب التي لا ترتبط بأي عرق أو لون أو دين من أهم القضايا التي تم بحثها والاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره أيا كان مصدره.



قضايا الشرق الأوسط

وفي إطار الروح البناءة التي سادت الاجتماعات التي تمت بين الجانبين، استعرض الجانبان القضايا السياسية في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؛ حيث أكدا على أهمية وضرورة التوصل إلى حل دائم وشامل وعادل لحل هذه القضية وفقا لمضامين مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، إضافة إلى أهمية وضرورة إيجاد حل للأزمة السورية على أساس بيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254) وعلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين السوريين في داخل سوريا وخارجها.



ومن جهة أخرى شدد الجانبان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن والجهود المبذولة في هذا النطاق، وكذلك تسهيل وصول المساعدات إلى كافة المناطق اليمنية.



شكر وتقدير

وأعرب الجانب الماليزي عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على ما تبذله المملكة من جهود لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار.



كما أعرب خادم الحرمين الشريفين عن بالغ شكره وتقديره لملك ماليزيا ورئيس الوزراء وللشعب الماليزي الشقيق على ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.