أرامكو تشارك بتروناس في مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات

الأربعاء - 01 مارس 2017

Wed - 01 Mar 2017

شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق في كوالالمبور أمس حفل توقيع اتفاقية بين أرامكو السعودية وشركة النفط والغاز الوطنية الماليزية "بتروناس"، لشراء حصة في مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات "رابد" الذي تنفذه بتروناس في ولاية جوهور جنوب ماليزيا.



ووفق بيان لأرامكو أمس فإن بإتمام الاتفاقية واستيفاء كل المتطلبات المرتبطة بها، ستتساوى حصص أرامكو السعودية و"بتروناس" في عدد من الأصول والمرافق الخاصة بالمشروع، والتي تشمل مصفاة ووحدة التكسير ومرافق للبتروكيميائيات والتكرير والمعالجة والتسويق داخل مجمع بينجيرانج المتكامل.



ووقع الاتفاقية رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، والرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لمجموعة بتروناس داتوك وان ذوالكفلي وان عارفين، بحضور وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح.



والمشروع هو جزء من مجمع بينجيرانج المتكامل الذي تعمل عليه شركة بتروناس ليكون مركزا صناعيا إقليميا للنفط والغاز، وسيمهد الطريق نحو آفاق جديدة في التقنية والتنمية الاقتصادية في منطقة جنوب شرق آسيا.



تحقيق قيمة مضافة



وقال الفالح خلال حفل التوقيع إن توقيع الاتفاقية يمثل حلقة إضافية في سلسلة التعاون الوثيق والمستمر بين المملكة وماليزيا.



وأكد أن زيارة خادم الحرمين الشريفين التاريخية لماليزيا تجسد عمق واستمرارية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين اللذين تجمعهما الأهداف المشتركة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، لخير شعبيهما والعالم كله، وتبرز حرص القيادتين على ترسيخها وتطويرها وتوسعة قاعدتها في المجالات كافة.



ولفت إلى أن أهمية الاتفاقية تأتي لتمثل ركنا إضافيا من أركان التعاون الاقتصادي الوثيق والمتنامي بين البلدين، ولترتقي به إلى آفاق جديدة من زيادة الاستثمارات في صناعة الطاقة، وفق رؤية المملكة 2030، واستراتيجية المملكة الرامية إلى التوسع في مشروعات التكرير والتوزيع والبتروكيميائيات بما يحقق أكبر قيمة مضافة من صادرات المملكة النفطية، والسعي للتوسع في الأسواق العالمية، ومن ضمنها الأسواق الواعدة في جنوب شرق آسيا ومنها ماليزيا الشقيقة، التي نطمح أيضا أن تكون منصة للوصول إلى أسواق شرق آسيا.





مدة الاتفاقية 60 عاما



وأوضح الفالح أن السعودية تعد أكبر منتجي الزيت الخام وتمتلك أكبر احتياطي منه في العالم، وشركتها أرامكو السعودية، هي أكبر شركة نفطية في العالم، وشركاتها الأخرى مثل سابك من أكبر شركات صناعة البتروكيميائيات في العالم، فيما تعد ماليزيا ثالث أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، وثاني أكبر منتج للزيت الخام والغاز الطبيعي في منطقة شرق آسيا، وشركتها بتروناس من أكثر شركات البترول الوطنية نجاحا على مستوى العالم.



وقال إن اتفاقية هذا المشروع المشترك، التي ستمتد لستين عاما قادمة تملؤنا طموحا وتطلعا للمزيد من التعاون بين بلدينا، في ظل قيادتيهما الحكيمتين، لنحقق آمال الشعبين الشقيقين في الرخاء والازدهار، معربا عن شكره لخادم الحرمين الشريفين لدعمه غير المحدود لهذا المشروع التنموي الكبير ولدولة رئيس الوزراء ومسؤولي الحكومة الماليزية لما وفروه من تسهيلات كبيرة وما عبروا عنه من رغبة حقيقية في تعزيز العلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين الشقيقين.



مورد رئيس لماليزيا



وقال الناصر "سعداء بتوافق زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، التاريخية إلى ماليزيا مع هذه المناسبة وحضوره توقيع الاتفاقية التي ترسخ العلاقة مع بتروناس".

وأضاف أن ماليزيا ومنطقة جنوب شرق آسيا تقدم فرصا هائلة للنمو، والاتفاقية تعزز موقع أرامكو السعودية كمورد رئيس للنفط لماليزيا ومنطقة جنوب شرق آسيا. وسيساعد موقع المشروع الاستراتيجي في تأمين الطاقة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.



وبموجب الاتفاقية، ستوفر أرامكو السعودية غالبية حاجة المصفاة من النفط، بينما ستوفر "بتروناس" الغاز الطبيعي والطاقة والخدمات الأخرى.



فرص للتعاون والشراكة



وقال ذوالكفلي "يعد مجمع بينجيرانج المتكامل أحد أكبر المشاريع الصناعية التنموية في المنطقة، كما أنه أكبر استثمار لـ"بتروناس" في مجال التكرير والمعالجة والتسويق في موقع واحد حتى الآن".

وأضاف أن توقيع الاتفاقية لحظة تاريخية في الصناعة، حيث إنه ليس من المعتاد أن تدخل اثنتان من شركات النفط الوطنية المرموقة في شراكة في مشروع منذ بدايته. وستجمع هذه العلاقة بين خبرات الشركتين وقدراتهما وسجلهما الحافل في تطوير المشاريع العملاقة، بالإضافة إلى العلاقات التجارية في الأسواق المختلفة. كما أنني أسعى للبحث عن فرص أخرى للتعاون والشراكة التي تعمق من هذه العلاقة طويلة المدى.



حضور حفل التوقيع



حضر حفل التوقيع الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، والأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد بن بندر، والأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي الأمير فيصل بن خالد، والمستشار في الديوان الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير راكان بن سلمان بن عبدالعزيز، والوزراء أعضاء الوفد الرسمي، وعدد من المسؤولين.



طاقة تكريرية 300 ألف برميل



وستنتج مصفاة المشروع، التي تبلغ طاقتها التكريرية 300 ألف برميل من النفط الخام يوميا، مجموعة كبيرة من المنتجات النفطية المكررة، تشمل البنزين والديزل وستكون مطابقة لمواصفات الوقود (يورو 5)، بالإضافة إلى اللقيم لمجمع البتروكيميائيات لينتج 3.5 أطنان من المنتجات سنويا.



ويقع مجمع بينجيرانج المتكامل على بعد 400 كلم جنوب العاصمة الماليزية كوالالمبور، وقد تم إنجاز نحو 60% من المشروع ومن المخطط أن تدخل المصفاة الخدمة في عام 2019.



وبالإضافة إلى مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات الذي يشتمل على مصفاة ووحدة تكسير ومجمع بتروكيميائيات لأنشطة التكرير والمعالجة والتسويق، فإن مجمع بينجيرانج المتكامل الذي يمتد على مساحة 6242 فدانا سيضم أيضا مرافق أخرى مرتبطة، مثل محطة للتوليد المشترك، ووحدة لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز، ومشروع توريد للمياه غير المعالجة، وفرضة للمياه العميقة، بالإضافة إلى مرافق خدمات مشتركة مركزية.



ويشكل مجمع بينجيرانج المتكامل جزءا من مشروع طموح يمتد على مساحة 22 ألف فدان لمجمع بينجيرانج المتكامل للنفط الذي يأتي تحت برنامج التحول الاقتصادي الحكومي الماليزي الذي يطمح إلى تأسيس مشاريع محركة للتنمية ودافعة إلى آفاق أبعد في مجالات التقنية والتنمية الاقتصادية في قطاع النفط والغاز وأنشطة التكرير والمعالجة والتسويق.