سعد السبيعي

أبها.. المكانة المنتظرة والمستقبل الواعد

نحو الهدف
نحو الهدف

الثلاثاء - 28 فبراير 2017

Tue - 28 Feb 2017

تحتل منطقة عسير مكانة مرموقة على خريطة السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي العربي، ويراهن في أفق عام 2020 على استقطاب هذه المنطقة أكثر من مليوني سائح، ومناطق قليلة بدول المجلس تحظى بمثل ما تحظى به عسير من تنوع في المناخ الرائع الذي يمنح السائح فرص الاستجمام والمتعة والسياحة في أكثر من واجهة سياحية، حيث حبى الله عسير بتضاريس متنوعة ترسم لزائرها لوحة خلابة وخارطة طبيعة شاملة، تجمع بين السهول والجبال الشاهقة، والأودية والتلال والهضاب، والشواطئ والصحاري، بمناخ متنوع جبلي ساحلي وصحراوي، فانعكس ذلك على المقاصد والثقافة والمخزون التراثي، مما أضفى على عسير تميزا وخصوصية لا تمتلكهما كثير من المناطق السياحية.



ومن المعروف أن جبال عسير التي يصل ارتفاع قممها نحو 3 آلاف متر تهيئ للسائح رؤية مدرجاتها الخضراء المعانقة لسحب السماء، وأمطارها الصيفية الزاهية بأشعة شمسها الهادئة، بجانب وجهتها البحرية الممتدة على البحر الأحمر بطول 140 كلم، إضافة إلى المناخ الدافئ شتاء على رمال صحراء مدنها المشهورة منذ زمن بعيد، كل ذلك يثير الإحساس بأن السياحة بعسير تعد عالما واسعا يمتزج فيه الواقع بالخيال، ولا سيما عند النظر إلى ما بداخلها من قصور وبيوت وقلاع وحصون وأسواق تشهد على عادات وتقاليد لها نكهات أكثر تميزا من رائحة الهيل بالقهوة العربية الفريدة، التي تعبق بها أرجاء المملكة العربية السعودية.



ختاما، كل هذه المقومات دفعت المنظمة العربية للسياحة إلى اختيار أبها عاصمة للسياحة العربية لعام 2017، كما توجت رؤية المملكة 2030 التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله- وبرنامج التحول الوطني 2020، واعتماد قطاع السياحة والتراث الوطني بكل أنحاء المملكة كأحد أهم العناصر الأساسية متضمنة أبرز البدائل لاقتصاد ما بعد النفط، وهذه مؤشرات تدل على قدرة وفرصة عسير لأن تكون إحدى المناطق المميزة في صناعة السياحة بالجزيرة العربية، ولكن ذلك يظل مرهونا بتدفق الاستثمارات الكبيرة للمنطقة، وتوفير الدعم للمشروعات السياحية المنشأة فيها، بهدف تمكينها من الانطلاق وتنفيذ ما خططت له حكومتنا الرشيدة في برنامج تحولها، حتى تجني المنطقة ثمار هذا الاهتمام، لتكون السياحة فيها أحد المصادر الرئيسة للدخل، وأداة من أدوات تحقيق التنمية المتوازنة والمشاركة بفعالية في رحلة التطور والتقدم في المستقبل بإذن الله.