عبدالإله الجبل

الهروب الكبير!

الاثنين - 27 فبراير 2017

Mon - 27 Feb 2017

يقول المثل الشعبي الهروب نصف المرجلة، وفي رواية أخرى أن الهروب نصف الشجاعة، وأيا كانت فالنهاية هروب، وأنا أقول الهروب يأتي على إثر الفساد والتقصير.. ولكي تهرب تحتاج إلى فساد فقط.

في كل بلد يوجد لديهم الهروب من المسـؤولية والهروب إلى المسـؤولية حرف الجر وحده كاف ليقحمك في دهاليز الفساد وأنت لا تعلم.

في بلادهم الهروب من المسؤولية يعني أن تكون شجاعا وتقدم استقالتك على إثر فشلك وتصرح أمام الملأ، وهذا ما حصل في اليابان عندما قام رئيس وزراء اليابان في عام 2010 بتقديم استقالته وهو لم يمض تسعة أشهر على توليه المنصب عندما أقر بفشله.. فقتل الفساد يحتاج إلى شجاعة وإقدام!

في بلادهم أيضا الهروب إلى المسـؤولية إن صح التعبير بمعنى أن يكون أهلا لها وينال شرف تخليد اسمه وشرف تطور بلاده، ففي البنى التحتية في بريطانيا قام «جوزيف بازقلت» بعمل نظام محكم لشبكة المجاري «أعزكم الله» قبل 150 سنة وصالحة لمدة 500 سنة من وقتها وكانت مقولته الملهمة «لن نفعل هذا كل يوم»، فعلا نحتاج إلى رؤية مستقبلية لعمل أي مشروع.. (ويا ليت عندنا واحد مثل جوزيف!).

أما في بلادنا فلا يوجد إلا الهروب من المسـؤولية، لدينا مئات المشاريع كلف بناؤها مئات الملايين ونسبة الدقة كان آخر عهدها عندما كانت أوراقا على المكتب! فالطريق المسكين يحتاج إلى إصلاح بعد الانتهاء من تنفيذه فورا.. وبالمناسبة أعتقد أن مقولة (حبر على ورق) كانت ردة فعل لمشروع كلف بناؤه مئة مليون كان نتاجه أوراقا على المكتب.. فلقد تعب الورق من الحبر!

(فسـاد) هي أبسط كلمة للهروب من المسـؤول.

حقيقة، لن نذهب إلى رؤيتنا ما دام هنالك مقولة (أنا من طرف فلان).

إذا اغتيلت تلك العبارة فسوف نجوب الفضاء رافعين أعلامنا الخضراء منادين، فوق هام السحب وإن كنتي ثرى.. فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى.. وفي الجانب الآخر، يا بلادي واصلي.. واحنا وراك واصلي والله يحميك إله العالمين..

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال