محمد أحمد بابا

خذ راحتك

الاثنين - 27 فبراير 2017

Mon - 27 Feb 2017

لم تكن في السابق فرصة لمجال حرية حقيقية أن «يأخذ الشباب والشابات راحتهم» بالمفهوم الأصلي وهم يعبرون عن أنفسهم أو عن انطباعاتهم وما هو في دواخلهم، فثقافة ماثلة كتوسيع رقعة إحاطة «العيب» حسرت الأمر، فاعتاد الشباب نسيان إخراج المكنون.



والفرصة المتاحة الآن للشباب والشابات تتمثل في تصرفات مجتمع وهيئة تحفيز، تحمل شعار الحرية النفسية الذي ربما يقربه لنا قولنا للواحد منهم «خذ راحتك» ليستقر الطبع الأصلي.



وأخذ الراحة هنا حق لا يصادر أصول أخلاق ولا مسلكيات تشريع، إنما الفرص الوافرة للشباب في القول والتعبير والرأي وتقديم أنفسهم إن استغلوها، فالغلبة لهم، وهم بها أحق.



وليس أسوأ من موجودات فكر وعظيم إمكانيات تظل حبيسة التردد والخوف والاستحياء.



فرصة للشابات والشباب أن يمارسوا حرية رأي دون سفاهة أحلام ولا ألسن، ويطلبوا ويطالبوا في سياق الطبيعي من الجدال والنقاش دونما اعتداء، وتكون لهم مزية فعل وردة فعل دونما مخالفة للقانون.



وحين تكون «خذ راحتك» فرصة واقعية فأنعم بالفائدة الكبرى للمعلمات والمعلمين والأمهات والآباء والأخوات والإخوة والمجتمع والتنمية والوطن.



وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أمثلة جمة لشباب تكلموا بحضرته صلى الله عليه وسلم من تلقاء أنفسهم وقالوا حقا مستحقا وما تخطوا حدود أدب ولا لزوميات احترام، وكل ذلك يؤكد بأن الوقت قد حان لأن نقول للشباب: خذوا راحتكم بحضورنا وفي غيابنا فلكم قول وأنتم تستحقون.



وتحدي الخوف مرير الوقع في هذه الفرصة، لكن دربة الشباب والشابات شيئا فشيئا على تخطي تلك الحواجز الظالمة جعلت صوتهم مسموعا وإنتاجهم ملفتا، وتحدي العادات والتقاليد حساس الارتياد إلا بشابة وشاب ملكا أسباب الإيضاح وتشريح الخطأ.



وقد تحدى شبابنا العربي المسلم تضييق السابقين وإقصاء الغابرين بميادين أحسنوا فيها، فاحتاج لها كل المجتمع واضطر المخالفون للإذعان ولو سرا أو على مضض.



ومن تحديات ذلك سرعة الإنكار حين التغيير أو القناعة بوجهة نظر تختلف بعد زمن التعود، لكن المجاهرة بعلل التغير وإنصاف المتغيرات سلم الأمر لحرية التصرفات ولو بضيق مجال.



والراحة حق إذ هي الطبيعة في وسطية الاعتدال والأصل، ينالها من تحدى منعها بذكاء أفعال وحرفية أقوال، والناس تحب توقع النتائج المرضية بأسلوب واقعي عملي.



وما لم يقتنع الشباب بأن تحديات المجتمع تأسرهم في دائرة الوصاية بأن هذا أو ذاك لا يليق أو غير مناسب لن تظهر لهم في الأفق فرصة إثبات الوجود وتسجيل المواقف.



ولو نجحوا «فخذ أيها الوطن راحتك» فشبابك قادرون..