عبدالله المزهر

حلمك الأول كابوسك الأخير!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 27 فبراير 2017

Mon - 27 Feb 2017

أود أن أبدو متفائلا، وأجتهد كثيرا في ترويض نفسي على فكرة أن الغد أفضل.



ويبدو العيش ضيقا حتى مع فسحة الأمل التي أحاول تخيلها وأجاهد في سبيل إثبات أنها ليست مجرد مخدر موضعي للجزء الموبوء من الحياة.



في مرحلة من مراحل حياتك تكون كل أحلامك خاصة بك وحدك لا شريك لك فيها، تكون مهووسا بمستقبلك وعملك وشركاء حياتك (الزوجة، الأبناء، الأصدقاء)، تنظر إلى هؤلاء الشركاء في البداية كأشياء مكملة لتصوراتك الخاصة عن نفسك ومستقبلك. لا يهمك حينها إلا وجودهم فقط، لأنه سيكون دليلك الخاص على أنك حققت ما كنت تريد، فكل الأشخاص والأشياء في تخيلاتك المبكرة عن مستقبلك مجرد أشكال وأحجام تملأ الفراغ بداخلك.



وفي مرحلة ما، وعلى حين غرة تكتشف أنك بدأت تتنازل عن أحلامك الشخصية، وتبدأ مرحلة الأحلام التي لا تخصك، وستجد أنك وحدك خارج معادلة الحلم بمستقبل أفضل، وتجد أن أمنياتك التي تحققت ليست سوى منصة أحلام جديدة لا تخصك.



سيعود هوسك بالمستقبل من جديد، ولكن هذه المرة من أجل المخلوقات التي كنت سببا في وجودها، وكل فكرة مرعبة عن المستقبل ستكون أقسى وستكون أنت أكثر جبنا في مواجهتها حتى في خيالك.



حين تصل إلى هذه المرحلة حاول أن تروض نفسك على التفاؤل، ليس من أجل التفاؤل في ذاته ولكن لأن أي خيار آخر يعني أن تتحول بقية حياتك إلى جحيم، ستصارع كثيرا فكرة أنك كنت أنانيا، ولم تفكر كثيرا قبل توريط آخرين في الحياة، وفكرة ما الذي سيحدث في الغد.



وعلى أي حال..

التفاؤل هو الاختيار الأسهل ولكنه ليس الأجمل، الاختيار الجميل هو أن تكون تنبلا متبلد الإحساس لا يعنيك من أتى ومن ذهب، ولا يعنيك ما الذي سيحدث في الحلقة الأخيرة من مسلسل الحياة.



وإن كنت لا بد مولعا بالحلم فاحلم أن تعيش الحياة وفق قانون المتنبي:

تصفو الحياة لجاهل أو غافل

عما مضى منها وما يتوقع

أو وفق قانون محمد السديري:

المستريح اللي من العقل خالي

ما هو بلجات الهواجيس غطاس



[email protected]