بسام فتيني

هل للفن والترفيه جدوى؟

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاحد - 26 فبراير 2017

Sun - 26 Feb 2017

كعادة المجتمع الملائكي الخالي من المنغصات، واجه بعض المنتمين للمجتمع سبل الفن والترفيه برفض قاطع غير ماتع! وذلك طبيعي مع كل جديد مستحدث في مجتمعنا، ولعل الشياب أمثالي يذكرون جيدا كيف جابه المجتمع الكثير من المستحدثات التكنولوجية برفض لا تردد فيه مستندين فيه على آراء (أفراد) قد يصيبون وعلى الأغلب يخطئون وبالعامي (يجيبوا العيد)!.



ولجيل الهمبرجر أقول: تخيلوا يا أطفالي الصغار أن الجوال حين جاء مرافقا لعدسة الكاميرا لأول مرة كانت الأنظمة تمنع استخدامه بل ودخوله للمتاجر وتداول بيعه! نعم أقسم لكم أن هذا حدث، ولا تسألوا عن المبررات أبدا آنذاك، واحمدوا الله أنكم الآن في سعة من أمركم بل ما قد تواجهونه هو أهون كثيرا من جيل كان يعتقد أن (الدراجة) حصان إبليس!

ما علينا ودعونا الآن نغير زاوية النقاش نحو ركن يختلف تماما عن توقعاتكم ودعونا نسأل هل هناك جدوى اقتصادية ومجتمعية من تعزيز و(فهم) دور الفن الهادف والترفيه؟



وللإجابة على هذا السؤال علينا أن نعرف قيمة التذاكر التي تم طرحها للحفلات الغنائية والموسيقية وكان آخرها حفل الموسيقار الكبير عمر خيرت، فحين تداول المغردون عبارات تحمل رفض المبالغة في قيمة التذاكر، ظهر المنظم على قناة العربية ليقول بأن السعر عادي جدا؛ لأننا نفتقد البنية التحتية والتجهيزات الفنية اللوجستية و(المهلبية).. الخ من مبررات كان يسوقها طبعا لتبرير هذا الجشع في قيمة التذاكر.



لكن لو سألنا مجتمعنا والمتنفذين فيه من أهل الفن والأدب، كالجمعيات المنتشرة للثقافة والفنون أو حتى الأندية الأدبية، ماذا قدمت أو جهزت لهذا اليوم الذي نحتاج فيه أماكن ومسارح مجهزة حتى نستقطب النجوم لدينا دون تسويق حجج بأن لا بيئة مناسبة لدينا، لكان الجواب قطعا (لا شيء)! لذلك على هيئة الترفيه أن تلتفت لهذه النقطة فتعمل على تجهيز بنى تحتية لممارسة الأنشطة التي تجلبها، فهي حتى الآن تقوم بدور شركة مناسبات وإقامة معارض ومؤتمرات واحتفالات! وهو ما لا يجب أن يكون أبدا، فالهيئة مشرعة ومنظمة ومراقبة للترفيه، وعليها ألا تلبس ثوب المشغل أبدا حتى لا تضيع هويتها وينقشع الغطاء عن دورها الضبابي حتى الآن.



خاتمة: حين يظهر مقطع صوتي يصف إحدى فعاليات هيئة الترفيه بأنها فسق وفجور، ويشبهها بوكر الدعارة ثم لا تحاسب من رمت المجتمع بهذه التهم، فمن باب أولى أن تبادر الهيئة لنشر صورة المصلى الذي كان في موقع الحدث بدلا من الصمت السلبي المقيت.