عبدالله المزهر

الحياة حلوة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 26 فبراير 2017

Sun - 26 Feb 2017

الكتابة اليومية رغم صعوبتها إلا أنها ممتعة، ورغم أني كنت لا أستسيغ الفكرة إلا إنني تعودت على الأمر وأصبحت أحبه، والكتابة في أقل الأحوال فرصة للصراخ دون إزعاج الجيران، ولي فيها مآرب أخرى أجمل من الكتابة نفسها.



وحين تبدأ في كتابة مقال فإن الخطوة الأولى قبل الفكرة هي وجود قائمة بالأشياء والأشخاص الذين لا يمكن التعرض لأفعالهم بالنقد تلميحا أو تصريحا، وهذا شيء جميل يريحك من المكالمات التي تخبرك أن مقالك جميل ورائع ويعتبر فتحا في عالم الكتابة لم يسبقك إليه أحد من العالمين، وأنه أجمل مقال كتبه مخلوق في مجرة درب التبانة، ولكن!

والكلمات التي تأتي بعد «لكن» تعني ببساطة فلتذهب للجحيم أنت ومقالك البائس أيها المتذاكي.



بعد أن تنتهي من هذه القائمة وتضيف عليها كل يوم شخصا أو شيئا جديدا ستكتشف بعد مدة من الكتابة أنه أصبح من الصعب نقد أي عمل، وهذا ليس مبررا للتوقف عن الكتابة بالطبع، يمكنك أن تتحدث عن الطقس وعن دورة حياة الورد وعن الزنابق والبحار والحياة الفطرية في البحار والصحاري والقفار، وستجد أن الأمر ممتع وجميل ولا ضرر فيه. لكن يجب أن تكون حذرا فلا شيء مضمون، فقد يقودك جهلك إلى السخرية من مشية «بعير» يحبه اسم من الأسماء الذين وضعتهم في قائمتك الأولى. أو تتغزل بسمكة متنفذة تهابها بقية الأسماك في أعالي البحار.



يجب أن توطن نفسك وتعودها على أن دائرة المحصنين ضد النقد تتسع يوميا، كن مستعدا لتقبل فكرة أن الشيطان شخصيا قد يدخل إلى هذه الدائرة.



الذين يقولون إن اتساع دائرة النقد هو الحل الأمثل وربما الوحيد لمواجهة الكثير من الأشياء السيئة في الحياة يكذبون عليك، فالحياة جميلة والأشياء السيئة غير موجودة، وإن وجدت فإن تجاهلها هو الحل الأجمل.



ثم ما الذي سيحدث إن أنت تكلمت عن الأشياء التي لا تعجبك؟ بالتأكيد لا شيء!



وعلى أي حال..



حدثتنا نعامة عن أمها عن جدتها قالت: حين تسد أذنيك فإنك لن تسمع شيئا، ولكن إياك أن تعتقد بأنه لا أحد يتحدث!



[email protected]