وطني الكويت سلمت للمجد!!

بعد النسيان
بعد النسيان

السبت - 25 فبراير 2017

Sat - 25 Feb 2017

تحتفل الكويت ـ جبين الخليج العربي الحر ـ هذه الأيام بيومها الوطني الـ(56)، الذي جعله القدر الجميل موافقًا ليوم تحريرها من براثن الغدر (26 فبراير 1991م)، وهو اليوم الذي ولدت فيه الكويت من جديد بكل ما تحمله الكلمة من عذاب الولادة وهموم الرضاعة وتحديات التربية والرعاية لجيل يحتفل اليوم بعيده الـ(26)، وكانت الكويت أُمًا في ريعان شبابها حين أنجبت كثيرًا من ذلك الجيل أثناء أشهر الأزمة الرهيبة؛ فلم يكن أحد يميز بين آلام الطلق الواعدة، وبين آلام الطعنة الراعدة، التي غرست نصل الخيانة في صميم (الأبهر) الخليجي إلى الأبد!!



ولكنها سرعان ما تجاوزت الآلام وتصنيفاتها، منذ سجود أميرها آنذاك الشيخ (جابر الأحمد الصباح) فور نزوله إلى أرض المطار؛ إذ حمل سجوده معنيين: الشكر للواحد القهار على زوال الكرب العظيم، والسهو عن تعطيله الدستور مطلع الثمانينات؛ لظروف الحرب العراقية الإيرانية!



لقد أدرك الكويتيون منذ فجر (2 أغسطس 1990) أن دولتهم المدنية النموذجية لكل العرب تحطمت كما تتحطم ياقوتة ثمينة، وأنها لن تعود بالتحرير السريع كما كانت، ولكن عليهم أن يصنعوا من شظاياها المتناثرة بين ضلوعهم تحفة جديدة تليق بالأجيال القادمة!



ولأن ذلك لن يتحقق إلا بما تبلورت به الياقوتة الأم، وهو الإنسان الكويتي الحر المحترم؛ فقد انتشرت في الكويت مدارس (تنمية الذات)، وظلت تكرس في الناشئة التسامي على الجراح، والتفوق على الذات الفردية بالتسامح لصالح الوطن؛ أسوة بظل التاريخ، السواد الأعظم (نيلسون مانديلا) وعملًا بقوله «علينا أن نتسامح ولكن ذلك لا يعني أن ننسى»!!

ورغم هول المصيبة فلم تستسلم الكويت الوليدة حكومة وشعبًا لشهوة الانتقام من الشعوب التي ساهمت أنظمتها في الخيانة، ولكنها لم تغفر لتلك الأنظمة جريمتها القذرة!!

وقد أخذ الفن والإعلام ـ الذي كان يعمل بروح الرمز العظيم (محمد السنعوسي) ـ بيد هذا الجيل ليتجاوز تحدياته النفسية، وانكسارات الجيل السابق، ويكفي أن تتأمل الأثر الخطير في استثارة الحمية الوطنية بجعل موسيقى السلام الوطني شارة لنشرات الأخبار الرئيسية في قنوات التلفزيون الرسمية!



ولك أن تتخيل كم هو فخر للكويت جيل تغذى دمه على موسيقى (وطني الكويت سلمت للمجد.. وعلى جبينك طالع السعدِ)؛ ليؤكد للتاريخ أن دماء الشهداء ـ وفي مقدمتهم الشيخ البطل (فهد الأحمد الصباح) ـ «لم تزل تجري سعيرًا في دمانا»!!



[email protected]