سهام الطويري

العمل في حقل الأبحاث العلمية

السبت - 25 فبراير 2017

Sat - 25 Feb 2017

التوجه للعمل في حقل الأبحاث العلمية هو الموضة الشائعة في العادة لدى طبقة النخبة في أوروبا، حيث يمثل اختيار العمل بوظيفة باحث أو عالم أبحاث اختيارا متقدما للتقدم في المجال المهني أو المتخصص.

يسعى المتوجهون للعمل في مجال البحث العلمي إلى اختيار هذه الأنواع من الوظائف المرهقة نظرا للإغراءات التي تقدمها حقول التوظيف في الجامعات ومراكز الأبحاث، وتعطي كل سبل الراحة في البحث العلمي للمجموعة البحثية التي ترتبط بشبكة داخلية وخارجية في أنحاء متفرقة من العالم. العمل كعالم أبحاث وظيفته الرئيسية تكمن في النشر العلمي وبمعدل سنوي له حد أدنى لا يمكن النزول عنه، ويشمل هذا التقييم جودة البحث العلمي ومنافسته على أن يكون أغلب العمل عليه في مختبرات مركز البحث أو الجامعة التي ينتمي إليها عالم الأبحاث.

قبل 3 سنوات قام أحد علماء الأبحاث في إمبريال كوليج لندن بالانتحار بعد فشله المتعاقب في النهوض من عثرة الحصول على تمويل لأبحاثه، وتجاوز الزملاء المنافسين له في المهنة، آثر أن ينتحر على أن لا يتقدم بطلب استقالة، وقبل ثماني سنوات توفي أحد علماء الكيمياء داخل مكتبه بعدما تقدمت حالة إصابته بسرطان المعدة إلا أنه كان يرغم نفسه على البقاء في مكتبه للدوام اليومي داخل الجامعة حتى آخر رمق من حياته.

النجاح في العلم يأتي من الرغبة الداخلية في حب التوجه للعلم والمنافسة في الحصول على نتائج جديدة وما يعني انعكاس هذا التنافس على مسألة الدعم والتمويل. في مجال البحث العلمي حروب شرسة للتنافس من أجل البقاء على وظيفة عالم أبحاث، هذه الوظيفة هي الأكثر إرهاقا واستنزافا للمجهود ولا يراهن عليها إلا العباقرة والمتميزون بسمات شخصية قوية لا يمكن لها أن تنصهر قبل أن تنصهر سمات بقية ممتهني المهن الأقل من مهنة عالم أبحاث.

في العالم العربي وفي الخليج بدأت فكرة التوجه للتوظف على مسمى عالم أبحاث، ولكن الأكثرية من تلك الفئة لا تزال تحتاج إلى فهم طبيعتها وخصائصها التي تمكنها من الانطلاق، ولعل أهم احتياج هو التمويل للبحوث بسخاء وفتح أفق التسهيلات للتعاونات البحثية التي تنعكس على مسار عملية البحث العلمي. مجرد الإنفاق المتوسط بطبيعة الحال سينعكس على جودة المخرجات، وعلى نوعية العلماء أنفسهم فلا يمكن بهم غزو العالم المتقدم اليوم.

كما أن عولمة الجنسيات في مجال البحث مسألة مهمة جدا، نجد أن أغلب العلماء العباقرة في أوروبا يأتون من إيطاليا لأنهم ذوو سمات صعبة في الصبر والتحمل والمنافسة والذكاء والرغبة في تقديم الأفضل، يليهم الهنود الأكثر ذكاء ويتميزون بسمات التواضع والصبر. تحتاج بيئة البحث العلمي المحلية إلى إعادة النظر في فهم معوقاتها وتحدياتها حتى تقبل على تخليق جيل تكون مهمته في الحياة حب العلوم والإخلاص لها.

[email protected]

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال