فارس هاني التركي

عجائب البيتزا

أرقام فارس
أرقام فارس

السبت - 25 فبراير 2017

Sat - 25 Feb 2017

يلتهم البشر 5 مليارات بيتزا في العام الواحد، فحوالي 10% من مبيعات الأكل في العالم هي عبارة عن بيتزا، فقد أصبحت هذه الوجبة عشقا للأطفال والمراهقين وحتى الكبار، مما جعل مطاعم البيتزا تشكل 17% من مجمل المطاعم في العالم.



لك أن تتخيل أنه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها هناك أكثر من 70 ألف مطعم بيتزا، دخلها السنوي يقارب 40 مليار دولار، ففي المعدل يبلغ الدخل السنوي لمطعم البيتزا الواحد قرابة 520 ألف دولار (ما يعادل مليوني ريال سعودي)، رقم غير مستغرب، فالأمريكي يأكل في المعدل 46 قطعة بيتزا في العام الواحد! وأحد الاستطلاعات أشارت إلى أن 95% من الأمريكان يأكلون البيتزا مرة واحدة في الشهر على الأقل.



رغم كل هذه الأرقام الضخمة يظل الهامبرجر هو الوجبة الأولى في العالم، وهو الأكثر مبيعا والأكثر حبا والأكثر طلبا، مشكلته الوحيدة هي عدم قدرته على الإبداع والتجديد، فنجد أن البيتزا قادمة لمنافسة الهامبرجر وبشراسة، وذلك بفضل مقدرتها على التطور والتجدد كمنتج، فنجد أن منها النحيفة والسميكة وذات الأطراف المحشوة بالجبنة وغيرها الكثير من الأنواع الجديدة والمتطورة.



معدل سعر الهامبرجر في السعودية أرخص بنسبة 37% من معدل سعر الهامبرجر في أمريكا، حسب مؤشر Big Mac Index الذي يستخدم لقياس القوة الشرائية في دول العالم، وكاختبار لسعر صرف العملة. ففي أمريكا يبلغ 5.06 دولارات وفي السعودية يبلغ 3.2 دولارات. الوضع مختلف تماما عند مقارنة أسعار البيتزا، فنجد أن معدل سعرها في السعودية أعلى من سعرها في أمريكا بحوالي 17% وهو مؤشر واضح بأن هامش الربح من بيع البيتزا في السعودية مرتفع جدا، وهو ما دفع بكل ذكاء مجموعة من الشباب السعوديين لاقتحام هذه الصناعة وإنشاء «مايسترو بيتزا» في عام 2013 والضغط بشدة على الأسعار، ففي حين كانت البيتزا الحجم الكبير تباع في السعودية بمبلغ 54 ريالا، بدأ مايسترو بيتزا بيعها بمبلغ 30 ريالا فقط، أي أقل من السعر الذي تباع به في أمريكا بنسبة 37% وبدأ في التوسع والانتشار في مناطق المملكة المختلفة حتى وصل عدد فروعه خلال 3 سنوات فقط إلى أكثر من 120 فرعا. نجاح باهر أجبر كبار اللاعبين في مجال البيتزا على خفض أسعارهم والارتقاء بجودة منتجاتهم والتوسع بشكل أكبر.



تنافس شريف نرجو أن نشاهده في جميع المجالات لدينا، فهذا التنافس الصحي يعود بالنفع على المستهلك وعلى التاجر وعلى الصناعة ككل، فالمستهلك يحصل على المنتج بسعر أرخص والتاجر يصبح أكثر تركيزا في تطوير منتجاته وخفض مصاريفه كي يحافظ على ربحه، وسوف يحرص على التوسع بشكل أسرع لضغط المنافسة. فدومينوز على سبيل المثال وخلال 20 سنة من وجوده في السعودية كان لديه 110 فروع حتى عام 2013 وقت دخول مايسترو بيتزا للسوق، ولكنه أضاف خلال السنوات الثلاث اللاحقة أكثر من 90 فرعا، وأصبح لديه مع بداية عام 2017 أكثر من 200 فرع.



ما فعله مايسترو بيتزا يجب أن يدرس ويعمم ويدعم للتطبيق في العديد من الصناعات الأخرى، فمايسترو بيتزا لم يخفض الأسعار فقط كي يأخذ من الحصة السوقية القائمة لدومينوز وبيتزاهت وإنما وسع وكبر سوق البيتزا، وذلك بتشجيع شريحة جديدة لم تكن تأكل البيتزا لتجربتها والدخول في عالم عشاق البيتزا وإدمانها. مجهود جبار نفخر أنه من شركة سعودية تساهم بجدية في توظيف السعوديين ونرجو أن نرى نماذج محلية مشابهة قريبا.



[email protected]