تشكيلية تناقش قضايا المرأة برموز مرورية

السبت - 25 فبراير 2017

Sat - 25 Feb 2017

أوضحت الفنانة التشكيلية السعودية نور السيف أن معرض »مهلا إنها إشارة حمراء« والذي افتتح مساء أمس الأول في دن جاليري بالكويت له رمزية خاصة تتمحور حول إشارة المرور وعلاماتها الدالة على العبور والانتظار وانعكاسها على المجتمع بشكل عام، وعلى المرأة بشكل خاص.



وأضافت: «حين أنجزت لوحات تحت هذا العنوان شعرت أني دخلت في المجهول، وبقيت فيه، ذلك لأني لا أعلم إلى أين سيفضي بنا الانتظار..!، إن تصور المجهول يدفعني أن أنسج روايات بصبغة تهكمية كما فعلت مع منجزاتي السابقة، هنا أترك الشخوص بين تحد ولامبالاة وبين صبر وحكمة»



وجاءت الأعمال بحسب قولها: معتمدة على تعدد الوسائط ومختلفة الأحجام تحمل بعضها عناصر الميكانيكا ووسائل النقل.



وقالت السيف: «يتحكم في الإنسان أحيانا بعض القوى ولا يستطيع أن يردها، رغم أنها في مجملها قوى مجتمعية مغلفة بثقافة العرف، مضيفة هناك سكون صاخب لا شيء سيحدث، ولأن منقذا ما لن يأتي الآن، أردت أن أغامر في اقتحام ما وراء هذا الاضطراب القائم حولنا، فكل ما فعلت أنني قلصت المسافات.



وقالت الناقدة التونسية بشرى بنت فاطمة إن الفنانة طرحت في معرضها رؤية فنية متداخلة تقدم رمزية مفعمة بالتساؤلات والاستفسارات التي تلخص حياة الإنسان داخل المجتمع المتسم بسلطة التقاليد وعلو العرف بين العبور والانتظار بين التوقف والبحث ما يقحمه داخل مسارات متشعبة تشي بالغموض ضمن رؤية لونية تشكيلية تفصح عن رمزية تلك الإشارات المرورية لتدخل المشاهد في مجهول وتضعه أمام عصف لوني واشتقاقات تركيبية للأشكال توغل في نفسياتها وتفتت دلالاتها برموز لها صحوها ويقظتها المليئة بالجدليات، مما يمنح اللوحة حركة وجودية قلقة وحيوية داخلية تضع الشخوص في جدل بين الخضوع والتمرد لقوى تتحكم في مصيرها.



وأضافت بشرى : «تطرح نور عدة مسائل اجتماعية فردية، فالاعتماد على إشارات المرور دلالة على منافذ مجهولة أو غير محددة في المسارات والتمشي والمواكبة، تلك التي تفرض التوقف عند الإشارة الحمراء، لتعبر عن مصير الشخوص ومسائلها العالقة التي تضعها في متاهة الشك والصبر وتناقض المشاعر بين التأمل والترقب بين العبور والرحيل، فنجد رموزا تتفاعل مع مصيرها وتصارع في حضورها، وتوظيف العلامات الاستهلاكية والرموز الكرتونية التي تحيل على مجتمع لا مبال استهلاكي وتأثر مثير بالميديا والتقنيات ووسائل التواصل الحديثة تلك التي قد تصل إلى عزل الأفراد».