حالة إنسانية دفعت طيارا لمخالفة أنظمة شركته

الجمعة - 24 فبراير 2017

Fri - 24 Feb 2017

لم يدر بخلد كابتن طيار في شركة الخطوط السعودية أن موقفه الإنساني على الرحلة رقم 1033 المتجهة من الرياض إلى جدة في 17 نوفمبر 2016 سيكلفه خصم 14 يوما من راتبه.



ووفق معلومات لـ «مكة» فإن الكابتن رقى درجة سيدة مسنة وابنتها من الدرجة السياحية إلى الأولى، قبل نحو 30 دقيقة من إقلاع الرحلة، بعد تقدم أحد منسوبي الخدمة الجوية بطلب إلى الكابتن لترقية درجة والدة زوجته لكبر سنها وحالتها الصحية، بمعية إحدى بناتها لرعايتها، (مع بقاء بقية العائلة المصاحبة لهما في الدرجة السياحية)، ووافق الكابتن مراعاة لحالة السيدة الصحية، وأن منسوب الخدمة الجوية التزم بتحمل قيمة الفارق في ترفيع الدرجة.



وأوضحت المعلومات أنه بعد الإقلاع بمدة قصيرة حضرت مضيفة لكابينة القيادة مرتبكة حاملة معها بطاقة عمل لأحد المسؤولين التنفيذيين في الشركة، مؤكدة أنه تحدث إليها بعصبية شديدة أمام بقية الضيوف والملاحين، بعدما علم بترفيع السيدة ومرافقتها، ووضع جميع الملاحين في قمة التوتر، وبدأ يصور ركابا ويفتش الجزء الخلفي للطائرة، وبعد الهبوط وقبل الوصول للبوابة وإطفاء المحركات، توعد المسؤول عددا من موظفي طاقم الطائرة بإحالتهم للتحقيق ومعاقبتهم.



وأشارت المعلومات إلى أن الشركة بعدما انتهت من التحقيقات اللازمة مع الموظف عدتها مخالفة تمثلت في خروجه عن مقتضى الواجب الوظيفي، ولم تستسغ مبرراته نظاميا، وصنفت مخالفته وفقا للمادة (40/‏3) من لائحة موظفي وعمال «السعودية»، وأنه خالف نص المادة (42) من ذات اللائحة، واستنادا لنص المادتين (32 و46) من نظام تأديب الموظفين تقرر معاقبته بحسم 14 يوما من صافي راتبه الشهري، مع تحميله فرق الدرجة للضيفتين.



محضر رسمي



إلى ذلك، أكد خبير في أنظمة سلامة الطيران المدني والتحقيق في حوادث الطيران للصحيفة ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ أنه إذا صح الوصف الذي ورد عما فعله المسؤول التنفيذي، كان من المفترض بقائد الطائرة أن يبلغ أمن المطار وتحرير محضر رسمي عن الراكب الذي بدرت منه كل هذه التصرفات بغض النظر عن صفته الاعتبارية كونه قياديا، فهو أثناء الرحلة لا يحمل سوى صفة «راكب»، وتنطبق عليه كل الأنظمة والقوانين التي تنطبق على الركاب، مؤكدا أن أنظمة الطيران المدني تمنع أي راكب مشاغب «unruly passenger» من تهديد ملاحي الطائرة أو إثارة البلبلة أو عدم اتباع تعليمات الطاقم أو التجول والتصوير، لأن ذلك يؤثر بشكل مباشر على استقرار الرحلة، ويؤدي لتوتر الملاحين، وبالتالي يهدد سلامة الرحلة بشكل عام، وكونه لاحظ مخالفة لأنظمة الشركة فيما يخص ترفيع درجة، فذلك لا يعطيه الحق أبدا في التصرف الذي بدر منه بما يهدد سلامة واستقرار الرحلة، وكان من الأحرى به التزام الصمت ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية بعد الوصول.



نص المادة 24



«كل موظف أو عامل يخالف أحكام هذه اللائحة أو التعليمات أو الأوامر الصادرة إليه من رؤسائه أو يخرج عن مقتضى الواجب في أداء عمله أو يرتكب عملا من شأنه الإخلال بشرف وظيفته يعاقب تأديبيا».