أحمد صالح حلبي

إنها مكة.. يا سواعد النماء

الخميس - 23 فبراير 2017

Thu - 23 Feb 2017

تعرف جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة بأنها «جمعية تهدف إلى تحقيق التواصل الاجتماعي وتقوية العلاقات الأخوية بين أفراد الحي وتوظيف طاقاتهم بما يعود بالنفع للفرد والمجتمع»، وعلى مدى سنوات مضت من نشأتها برزت الجمعية بشخصية مميزة عن غيرها من جمعيات مراكز الأحياء بالمملكة، فلجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة أعمال ونشاطات على مدار العام ترتفع مؤشراتها خلال الإجازات المدرسية ومواسم الحج والعمرة، وأمام هذه المسؤولية الدينية سعت الجمعية لفتح أبوابها لاستقطاب الشباب ودعمهم وتشجيعهم للعمل التطوعي لخدمة قاصدي البيت الحرام من معتمرين وحجاج، فأثبت الشباب حبهم للعمل التطوعي وظهرت إبداعاتهم.



وقبل أيام مضت حضرت يوما من فعاليات إبداعات الفرق التطوعية بجمعية مراكز الأحياء لعرض الأفكار والإنجازات عبر ما عرف بـ «أسبوع إبداع التطوعي»، وهو أسبوع يتناول التعريف بفرق الجمعية التطوعية وبرامجها وأنشطتها وإنجازاتها، وكان يوما استمتعت في بداياته بالتعرف على فرقة «كشافة شباب مكة» التي جعلت شعار «كن مستعدا» شعارا دائما لها لتقديم خدماتها للمعتمرين والحجاج والمشاركة بالفعاليات والأنشطة المجتمعية، وترجمت بأعمال نالت إعجاب وتقدير الحضور، كما أعجبت من قبل ذاك القائد الكشفي الأمريكي الجنسية الذي زار مقرها في موسم الحج، ورغم ما تحظى به الفرق الكشفية من اهتمام ودعم، إلا أن فرقة كشافة شباب مكة امتازت بإبداعاتها الخاصة المتمثلة في خدمة المعتمرين والحجاج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فضلا عن سعيها لإعداد وتأهيل الشباب لخدمة الحجيج عبر برنامج الأشبال.



ولم يكن الإعجاب بالفرقة الكشفية وخدماتها وجهودها وحده قد جذب انتباه الحضور، فشباب مكة المكرمة يجذبون الأنظار بإبداعاتهم، وهذا ما تمثل في «فريق سواعد النماء التطوعي»، الذي استحق الشكر والتقدير على أعماله، وفي المقابل نال الكثير من الانتقادات لبعده عن الإعلام وجهل الكثير من الحضور بأعماله.

فالفريق قد يكون أول فريق تطوعي يعتمد على نظام الانتخابات عبر لائحة تنظيمية لاختيار قادته، وهو واحد من أكثر الفرق التطوعية تنظيما إداريا وعمليا، حيث يعتمد في خطة عمله على مسارات متعددة منها «تعزيز ثقافة العمل التطوعي»، و»تحقيق قيمة التواصل الاجتماعي»، و»الإبداع والابتكار».



ومن أهدافه إخراج جيل من الشباب واع ومثقف ومتحل بسلامة الفكر واستقامة السلوك واستثمار أوقات الشباب ببرامج هادفة ومتنوعة واستثمار طاقاتهم في خدمة المجتمع وزرع ثقافة المسؤولية لديهم.



وقد اسهم الفريق في تعزيز ثقافة العمل التطوعي من خلال برنامج «التطوع عادتي لأحياء مكة» والمتمثل في تنظيم دورات تدريبية لنشر ثقافة التطوع بين الشباب، إضافة لـ «حملة التطوع عبادة وثقافة» والذي يهدف لتعزيز جانب التطوع في جميع شرائح المجتمع.



ولا أريد الاسترسال في التعريف بالفريق وإنجازاته فهناك فرق تطوعية مماثلة، تقدم أعمالا وخدمات قد يكون البعض منها أفضل مما قدمه فريق «سواعد النماء التطوعي»، لكني أسأل لماذا تغييب مثل هذه الفرق عن الإعلام؟



أليس من حق أبناء مكة المكرمة أن يفخروا بما يقدمه شبابهم؟



وينبغي على جمعية مراكز الأحياء أن تسعى لإظهارها مثل هذه الإبداعات لنوضح للعالم أن شباب مكة المكرمة مبدعون في خدمة قاصدي البيت الحرام بكل موقع يصلون إليه.