أحمد الهلالي

جمال الطائف عقيدة شبابها!

الخميس - 23 فبراير 2017

Thu - 23 Feb 2017

الطائف، هذه المدينة (الولادة) كما يقال، يتعب الإحصائيون في تعداد القامات المبدعة التي خرجت منها في شتى المجالات، ولا تزال ثرية لا تشيخ، والأمثلة على ما أقول كثيرة، لن أقحم مقالتي في التمثيل عليها.



الطائف تشهد اليوم بإعجاب ومحبة جيلا جديدا، جيلا مختلفا تماما، رضع حبها، فأينع عوده ابنا بارا مخلصا، يتسلح بالجمال عقيدة، وينأى عن القبح قدر المستطاع، فحين انفتحت عيناه على مواقع التواصل الاجتماعي، ورأى وسمع وقرأ الكثير من المعلومات المغلوطة عن مدينته، شمر عن ساعد الجد (عمليا)، ولم يتوقف عند المهاترات والردود القولية على من يعيشون وراء الشاشات وأوراق الصحف.



أتابع اليوم بفخر، العديد من الحسابات الالكترونية، والهاشتاقات المستمرة، لأبناء وبنات الطائف، تتبارى جميعا في إبراز وجه الطائف (المشرق)، فأمطار هنا، وورود هناك، وفعالية قشيبة، وصور باذخة، ومواقف مشرفة، وإنجازات مميزة، في دأب لا يعرف الكلل لإيقاف الزحف القاتم على خدود مدينة الورد.



بأم عيني وعقلي، وجدت عشرات الشباب يحملون كاميرات خاصة، وبطاقات بحساباتهم الشهيرة على (تويتر/ وسناب) يتزاحمون في الفعاليات على مسرح الحدث، يوثقون كل شيء، ويبثونه في ذات اللحظة، يركزون عدساتهم على كل فعل جميل، ولا يلتفتون لطوارئ الخلل، فالإثارة الأقوى في عرفهم تكمن في (الجمال)، إذ يرونه امتدادا لجمال الطائف من عصورها الأولى، وحينما تحدثت مع أحدهم في احتفاء نادي الطائف الأدبي باليوم العالمي للغة العربية، قال أنا أسخر حسابي (مجانا) للطائف وجمالها، لا يلفتني سوى الجمال، وكذلك زملائي الذين تراهم.



لا أقول إننا مجتمع فوق النقد، وأننا لا نقصر ولا نخطئ، ولا أقول إن هؤلاء الشباب مخطئون حينما اتخذوا الجمال (عقيدة)، بل ما يقومون به يأتي في سياق (ردة الفعل) على ما تعرضت له (أميرة الورد) من تشويه ربما لم يكن مقصودا من بعض الإعلاميين، الذين أخذهم الحماس في كشف وجوه التقصير في بعض خدمات المحافظة إلى المبالغة في تقدير الأخطاء ووجوه التقصير، فطغى تركيزهم على كشف المستور لصاحب القرار على انتباههم لجمال الطائف.



أحيي عميقا أبناء وبنات الطائف على هذه العقيدة الجميلة، وأشد على أيديهم أن يستمروا، وكذلك كل أبناء الوطن في إبراز الجمال لمدننا ومحافظاتنا كلها، وأن تكون الموضوعية في كشف البقع المعتمة عقيدة أيضا، لكن أن يأتي تناولها في الحد الذي لا يشوه جمال مدينتنا الغالية.



[email protected]