عبدالرحمن عمر خياط

إن أنكر الأصوات لصوت الحمير

الخميس - 23 فبراير 2017

Thu - 23 Feb 2017

من العادات المكية (أيام زمان) الركب (وهم مجموعة من الرجال) من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة يتجمعون في وادي الجموم (على موعد) ويأتي أصدقاؤهم لتوديعهم والعشاء معهم، وفيهم منشدون ولهم نظام يسيرون عليه، فالبهائم يجهزونها قبل شهرين أو أكثر، وتغذيتها تكون دسمة، وتسمى (الزيارة الرجبية)، ومن بينهم (شيخ الركب وحادي الركب) ويستغرق المشوار ما بين ثمانية أيام إلى عشرة أيام، ويبقون في المدينة المنورة حوالي أسبوعين (بكل أدب واحترام).

وأتذكر أن الحكومة ارتأت إيقاف تسيير الركب، فصدر الأمر من مقام إمارة منطقة مكة المكرمة إلى مديري شرطة العاصمة، وتبلغ عمد المحلات موجبه، ولم يرق الأمر لبعضهم (لأنهم أعدوا البهائم حوالي عشرة)، ومع أنهم وقعوا الأمر بالمنع (من طريق عمد المحلات)، رتبوا المسيرة ومشوا، ووصل العلم إلى الشرطة، فجهزت فريقا، وتقابلوا في رابغ، وباسم السلطة أعادوهم إلى مكة المكرمة، واجتمع (ستة منهم) وطلبوا مقابلة سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، ومنحهم مدير مكتب سماحته موعدا لمقابلة الشيخ عبدالعزيز، وحضروا في الموعد وسلموا على سماحته فطلب لهم القهوة، وسألهم سماحته عن طلبهم، فقال أحدهم (وهو الشيخ عبدالعزيز محضر) يا سماحة المفتي جئناك نرجو شفاعة منك إلى سمو الأمير بإلغاء أمر المنع وإعادة تسيير الركب كما كان، فقال سماحته: الآن المواصلات متيسرة بالجو وبالسيارة، وأرى أن المنع في محله، فقال الشيخ عبدالعزيز محضر حادي الركب: قال الله تعالى «والخيل والبغال والحمير لتركبوها»، ما قال الله ودوها المدرسة، فابتسم سماحته وقال قضي الأمر فخرجوا. وهكذا كان.

وبجريدة البلاد 2/‏1/‏1438 نشر مقال بعنوان (لماذا تسعى الصين لشراء الحمير من جميع أنحاء العالم؟) وبجريدة مكة مقال للأستاذ عبدالله المزهر بعنوان (يا حمير العالم اتحدوا)، وفي مقال قديم للأستاذ عبدالله باجبير خلاصته: إذا زعلت من شخص فلا تقل له (روح عن وجهي يا حمار)، فالحمار يحتفظ لصاحبه بالود وهو ذكي جدا.

وفي إحدى رحلاتي إلى النمسا وبرفقتي (يحيى رفه) و(أمين قامة)، كنا كل ليلة بعد أن نتعشى نقضي وقتا حوالي ساعتين بمقهى (ELROUND) المستدير، وسألنا بعض الطلبة المصريين الذين يسافرون إلى هناك للدراسة عن المطاعم والأكلات الشرقية، فقالوا مطعم آدم وأعطونا عنوانه، وفي اليوم الثاني أخذنا تاكسي أوصلتنا إلى المطعم وتغدينا غدوة شرقية شهية «محشيات ومقلقل»، وكأننا في الحي اللاتيني في باريس، وأصيب (أمين قامة) قبل المغرب بمغص شديد، ومع ذلك ذهبنا إلى المقهى، وتقابلنا بالإخوة المصريين الذين يدرسون هناك، وزاد المغص، فقالوا لنا إن مطعم آدم يستعمل لحم الحمار، فطلبنا منهم أن يدلونا على طبيب باطني، وذهب أحدهم لعيادة خاصة قريبة من ELROUND وعمل لنا جميعا (غسيل معدة)، «وتوبة من تلك النوبة».. ولله في خلقه شؤون.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال