ماذا يمكن أن نتعلم من أطفالنا؟

الخميس - 23 فبراير 2017

Thu - 23 Feb 2017

الكبار يسرقهم الزمن، يأخذ منهم شغفهم ولا يترك فيهم سوى القلق، يقضون أيامهم في ركض دائم، وينسون أن يستمتعوا بوقتهم. الكبار مسجونون في الواقع، لا يستطيعون مفارقة طموحاتهم، وحتى أوقاتهم المستقطعة ما هي إلا ساعات من النوم المتواصل الهادئ أحيانا.



ترى ما الذي يعرفه الأطفال ويبدو أن الكبار قد نسوه في غمرة حياتهم الجادة هذه؟

وفقا "لهافنجتون بوت" فإن الأطفال أكثر ثقة وأكثر شجاعة، ويستمتعون بالحياة أكثر من الكبار. وحتى نعود إلى حالنا وحالتنا عندما كنا أطفالا، فإننا ملزمون أن نستمع إلى هذه الدروس اليومية التي يقدمها أطفالنا لنا:

1 كل يوم هو بداية جديدة. أليس من الجميل أن تعتقد أن غدا يوم جديد بدون أخطاء حتى الآن؟

عندما كنت صغيرا كنت تشعر بأن كل يوم جديد هو فرصة لتكوين صداقات جديدة، واكتشاف مغامرات جديدة، وتعلم أشياء جديدة، الأطفال لا يحملون أمتعة من يوم إلى يوم، دائما هناك بداية جديدة.



2 الإنجازات الإبداعية ممتعة وجيدة لك. السعادة تكمن في متعة الإنجاز، والجهد الخلاق، وغالبا ما تشاهد الأطفال ينسون أنفسهم وهم منهمكون في مشروع إبداعي لساعات من الوقت؛ الرسم، اللعب بالطين، بناء قلعة رملية مع اهتمام بأدق التفاصيل.

لسبب ما كلما تقدمنا في السن توقفنا عن النظر إلى النشاطات الإبداعية على أنها جديرة بالاهتمام.



3 كن شجاعا. الحياة تتقلص أو تتمدد حسب شجاعة الشخص، ولهذا فحياة الأطفال لا حدود لها لأنها ليست حبيسة مخاوف الفشل والإهانة.

إنهم يسيرون إلى الأمام بأمل وعزيمة، لأنهم لا يعرفون ما الأفضل، إنهم لم يتعرضوا للإرهاق، ولا يملكون تجارب فاشلة، إنهم يعانقون الحياة، وكل العروض التي تقدمها لهم بأيد مفتوحة.



4 اضحك كل يوم. يوم بدون ضحك هو يوم ضائع، فالأطفال لديهم قدرة على إيجاد المرح في كل ما حولهم.

يمكنهم أن يمرحوا في أي مكان يتواجدون به، إنهم يرون الحماقة في كل مكان.



5 كن نشيطا، اللعب يبعث الطاقة فينا وينشطنا، إنه يخفف أعباءنا، ويجدد إحساسنا بالتفاؤل، ويفتح لنا آفاقا جديدة.

عندما كنت صغيرا، كنت تلعب خارجا أغلب يومك، كنت تركض وتطارد أصدقاءك حتى تلهث وتصبح وجنتاك ورديتين، لم يكن القفز وتقوية العضلات تمرينا، لقد كان فقط لعبا ومرحا.



6 تعزيز الصداقة، ليكن ملاك الأفراح واللذات المتبادلة مرفرفا فوق حلاوة الصداقة، لأن القلب يجد صباحه في الندى العالق بالأشياء الصغيرة، فينتعش.

الأطفال يجدون الفرح الحقيقي أثناء لعبهم مع الأصدقاء ويتوقون إلى صنعه، انضمامهم إلى فريق كرة القدم، الذهاب إلى حفلات أعياد الميلاد، بداية المدرسة الجديدة، كل هذه طرق تجعل لدى الأطفال أصدقاء مبهجين ودائمين.



7 كن بطلا، قبل كل شيء، كن بطل حياتك، وليس الضحية، عندما يخبر الطفل قصة عن المدرسة أو ملعب كرة القدم في العادة يكون هو بطل القصة،

العالم يدور من حوله، وكلما تقدمنا بالعمر لا نريد أن نكون مغرورين أو أنانيين، لذلك نقلل من شأن إنجازاتنا، فنحن لا نريد أن نكون متفاخرين، ولكن ذلك غالبا يدفعنا إلى انتقاص ذواتنا، ونضع أنفسنا في مكانة أدنى لجعل الآخرين يشعرون بالأفضل، أو لنكون أكثر ارتباطا بهم.

يحط التواضع من قيمة إعجابنا بأنفسنا، ثم نبدأ في إقناع أنفسنا بأننا سيئون.



8 الجروح هي شارات شرف، في كل يوم ترى إما جرحا أو مقاومة، وحالما تمعن في التفكير ستختار أن تكون شجاعا.

عندما يكسر الأطفال إحدى عظامهم يجدون الكل يريدون التوقيع على الجبيرة، ويصبحون نجوما في الصف، وإذا وقعوا أو جرحوا أنفسهم، الجميع يريدون أن يروا مكان الندبة، ويضعون الضماد على مكان الجرح بفخر.

كلما تقدمنا في السن نخفي ندوبنا، وتصبح جروحنا جزءا من أسرارنا، فنحن لا نريد لأحد أن يشفق علينا أو يرانا ضعفاء، لذلك لا نخبر أحدا بجروحنا، لكن ما يدركه الأطفال هو أن الندوب ليست علامة ضعف، أثر الجرح هو علامة على القوة والبقاء على قيد الحياة، وتستحق أن تروى قصتها كإنجاز.



9 جرب أشياء جديدة. الواحد منا لا يمكنه اكتشاف محيطات جديدة، إلا إذا كان لديه شجاعة عدم رؤية الشاطئ.

الأطفال لا يخافون من ممارسة رياضة لم يسبق لهم أن جربوها، إنهم يقفزون على الترامبولين، ويغوصون في بركة، أو يتزلجون أسفل الجبل، حتى لو كان الغرباء حولهم.

نحن الكبار نخشى المجهول، ونفضل أن نبقى متخفين في منطقة آمنة بعيدا عن الغرباء، ونادرا ما نخرج للمغامرة، المغامرة مبهجة وتوقظ الروح.



10 لاحظ الأشياء الصغيرة: استمتع بالأشياء الصغيرة، قد تنظر خلفك يوما ما، وتدرك كم كانت أشياء كبيرة.

لقد توقفنا عن ملاحظة المعجزات الصغيرة التي تحيط بنا يوميا، وهذا محزن ومحبط أيضا.