جاد: فتيات مكيات انطلقن لسوق العمل من بيوتهن بأدوات متواضعة

الخميس - 23 فبراير 2017

Thu - 23 Feb 2017

أكدت سيدة الأعمال سارة جاد أن الفتيات المكيات استطعن تجاوز التحديات الصعبة والضغوطات الأسرية ليصبحن رائدات أعمال لهن بصماتهن الخاصة بعد أن اقتحمن سوق العمل المكي من بوابات عدة غطت نواحي اقتصادية متنوعة، منها الصناعة والتجارة وكذلك الإعمال اليدوية تحت شعار »صنع في مكة«.



التدريب المهني للفتيات يسد الفجوة بين مخرجات التعليم الجامعي واحتياجات سوق العمل

وأوضحت أن كثيرا من فتيات مكة اقتحمن سوق العمل من بيوتهن من خلال أدوات متواضعة واجتهاد شخصي استطعن تصنيع منتجاتهن وتسويقها بطرق بسيط في البداية، وأسهمت مواقع التواصل الاجتماعي بفتح آفاق لتسويق منتجاتهن ليس بين مدن المملكة فقط، بل امتدت لدول الخليج العربي.



فمن خلال ما يمتلكنه من مواهب فنية، وتحد استطاع بعضهن اقتحام عالم التجارة من خلال عمل المشغولات اليدوية كانت في البداية مجرد هواية، ومنهن أيضا من صنعت أزياء بلمسات ناعمة للأقارب والجيران لتتحول الهواية لمصدر رزق ومشروع صغير.



وأشارت إلى أن السوق يستقبل كل ما يقمن بتصنيعه هؤلاء الفتيات، خاصة وأنهن يعرفن ذوق ورغبات الفتاة السعودية، وهو ما فتح لهن المجال لعرض ما يقمن بتصنيعه في المحال التجارية ولا تخفي الفتيات اللاتي احترفن صناعة إكسسوارات الشعر وغيرها أنهن يحققن مكاسب مادية عالية.



ولفتت إلى أن هناك كثيرا من خريجات الجامعات «عاطلات»، بسبب اختيارهن لتخصصات لا تتناسب مع «سوق العمل» ولحل هذه المشكلة توجهت جامعات المملكة في الآونة الأخيرة إلى دعم التخصصات العلمية وربط مخرجات الجامعة باحتياجات سوق العمل، كما قامت الغرف التجارية ومن بينهم غرفة مكة التي عملت على تأهيل وتدريب الفتيات بالتخصصات المناسبة.



وأوضحت أن غرفة مكة عملت على تنفيذ عدد كبير من الدورات والورش التدريبية والبرامج التأهيلية المختلفة بالتعاون مع كافة القطاعات، بهدف تأهيل المرأة إلى العمل وفق الفرص المتاحة في السوق المكي، مثمنة الدور المحوري الذي يلعب رجال الأعمال في تمكين تلك الفتيات من خلال إعدادهن للانخراط في سوق العمل وتحويلهن إلى عناصر منتجة وفاعلة في محيطهن.



وأكدت جاد على أهمية التدريب المهني للفتيات مشيرة إلى أن التدريب المهني يسهم في سد الفجوة ما بين مخرجات التعليم الجامعي واحتياجات سوق العمل ولفتت إلى أن ما لمسته من الفتاة المكية على تعزيز مشاركتها الاقتصادية من خلال التدريب المهني أمر يثلج الصدر ومفخرة وطنية، مضيفة أن الغرفة تعمل على تقييم كل برامجها التدريبية، بهدف تطويرها والعمل على إيجاد برامج تخدم سوق العمل والتخصصات المطلوبة فيه.



وقالت إن ما شوهد من إبداع نسائي في هذه المجالات الاقتصادية يؤكد أهمية التجانس الوظيفي في بعض الأعمال التي اقتحمتها الفتاة المكية، مؤكدة على تشجيع فتيات مكة على اقتحام سوق العمل من بوابة المصانع والمؤسسات المنتجة في مجالات تتناسب مع إمكاناتهن وتتوافق مع القيم الإسلامية.



وأوضحت أن توظيف الفتيات يتواكب مع «رؤية المملكة 2030» التي أولت المرأة ودورها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية اهتماما كبيرا، مشيرة إلى أن هذا من المشروعات التي تسهم في تنمية المجتمع من خلال إيجاد فتيات مؤهلات لسوق العمل في مهن غير مألوفة في المجتمع السعودي مثل أعمال الصيانة الأولية، بهدف تأهيل سعوديات يتمتعن بالمهارات التي تحتاجها المنشآت المختلفة.



وطالبت الفتيات بالصبر والمثابرة في العمل الحر كأحد متطلبات النجاح في سوق العمل، إلى جانب إتقان مهارات الاتصال والعمل الجماعي، إضافة إلى أهمية التخطيط وتحديد الأهداف العامة والخاصة بصورة واقعية، فضلا عن الإلمام الجيد بأهم المهارات والأدوات اللازمة لإعداد خطة العمل.



كما تطرقت إلى أهمية إدارة الوقت والخطوات التي تساعد على ذلك، إضافة إلى متطلبات العمل الوظيفية التي تعنى بأهمية صياغة عقود العمل والتوظيف من اللوائح والقوانين ودور الرقابة الإدارية والفنية في العمل وإيجاد الحلول للمشكلات التي تظهر في بيئة العمل.



ولفتت إلى أهمية المهارات الشخصية وتنميتها حتى تستطيع الفتاة من خلالها إثبات وجودها في سوق العمل وإيجاد أهم قواعد النجاح في العمل عبر الاستفادة من المهارات الذاتية وكذلك العوامل الخارجية التي تؤثر بدورها على سوق العمل ومتطلبات النجاح فيه.



وترى جاد أن اقتصاديات الدول تعتمد معظمها على المنشآت الصغيرة والمتوسطة بنسبة تتراوح بين 70 و80%، مشيرة إلى أن تحسين مناخ الاستثمار وتطوير بيئة الأعمال يؤدي إلى توسيع مشاركة القطاع الخاص وزيادة إسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، كما يؤدي إلى توفير مزيد من فرص العمل للمواطنين وتوفير عدد من الفرص الاستثمارية الواعدة للاستثمارات الخاصة.

الأكثر قراءة