وعلى من يتحسّب الجمهور؟!!

ثم كان عام (2013)، وجاء موعد العودة إلى الرياض من الطائف، على متن إحدى خطوط (الجلي ديواني)، وهي شركة طيران ناشئة على مزاجية عجيبة، تصل في بعض الأحيان إلى إنزال الركاب من الطائرة، بعد أن ربطوا الأحزمة ورددوا دعاء السفر خلف (محمد أحمد صبيحي)، الصوت الفريد الذي لا نظير له هو وصوت (الحلا كله) إلا في السماء!!



إيش الهرجة يا خْوانّا؟ عطل مفاجئ برضو؟ لا .. ارتفع سعر البنزين وما تخارج معاكو قيمة التذكرة؟ ما فيه مانع يزيدكم (زعيط) من علاواته، و(معيط) من بدلاته، و(نطاط الحيط) من انتداباته!! (طبعًا كانت عين الشعب قوية آنذاك)!! لا.. برضو؟ أفا.. لا يكون وجدتم قنبلة يدوية؟ روقوا أعصابكم يا هووه.. هذه قارورة عطر اشترتها (أم زعيط) من المطار؛ هدية لمعلم الرياضيات الخصوصي الذي عسكر منذ شهرين مع الولد؛ ليدربه على استخدام (البراشيم)! (وكانت ليلة السبت أول أيام الامتحانات تلك السنة)!!



أبدًا يا جماعة.. كل ما في الأمر أن (الكابتن) راحت عليه نومة في (الشفا)؟!!؟



أما هذه المرة فلم تصل الطائرة من الرياض في موعدها المقرر في الحجز وهو العاشرة ليلًا؛ فأعلنوا تأجيلها ساعة؛ ثم ساعتين، ودقت الساعة الثالثة فجرًا (لم تكن ساعة الخدمة المدنية معروفة) والناس (ملطوعين) في المطار دون إجابة مؤكدة!!



ولم يجد الناس (يا ناس) أمامهم غير موظف شاب وسيم لطيف، ظل يحاول تهدئة النفوس؛ لكن بعض الناس (يا ناس) جعلوا منه (فوطةً) يمسحون فيها (زفارتهم) من السباب والشتائم؛ بل إن بعضهم خنقه بربطة عنقه و(نفث) عليه! فاضطر الفتي الطيُّوب إلى (التزويغ) منهم!



عندها اتجه الجمع إلى الأخخخخ/ أنا، وقد (شهّر) به أحدهم قائلًا: أرنا ماذا ستكتب وتقول غدًا!



فقال الأخخخخ/ أنا: لو كان لي أي تأثير لعرفتم أنني معتزل منذ عام ونصف!!



وتعالت الأصوات: جبان!!! والناس دي من يتحدث بصوتها (يا ناس)؟؟



ثم راحوا ينادون الموظف ويرددون: «حسبنا الله عليك»!!



ففار الدم ـ كان حوالي لتر ـ في عروق الأخخخ/ أنا، وقفز فوق (الكاونتر) قائلًا: «هذا موظف غلبان لو تأخر خمس دقائق لحاسبوه! ولكن تحسبوا ـ إن شئتم ـ على مالك الشركة ومجلس إدارتها! أيها الناس (يا ناس) قولوا مع أذان الفجر: حسبنا الله عليك يا فلان بن فلان... و... واااا... انفضّوا فجأة من حولي ولم أرهم إلا في الطائرة ضحى الغد!!!!





[email protected]