رفحاء.. الهلال الأحمر يحتضر!

الأربعاء - 22 فبراير 2017

Wed - 22 Feb 2017

وصف العرب بالمروءة والشجاعة، وبأنهم أصحاب فزعة ونخوة «وهبة ريح»، ومن الأمور المألوفة التي تمر على أي إنسان حين يرى مريضا يتألم، أن يفكر في (الفزعة) التي يمكن أن يقدمها لإنقاذه، ويجد أن أيسرها الاتصال مباشرة على 997 رقم الهلال الأحمر.

ومحافظة رفحاء التي يبلغ عدد سكانها تقريبا 130 ألف نسمة لا يوجد بها سوى مركز واحد للهلال الأحمر! تتساءل كيف لمركز وحيد أن يخدم هذه المحافظة! وهل تعلم عزيزي القارئ ما معنى مركز؟ أي أصغر فئة يمكن أن تخدم قرية أو هجرة أو مدينة صغيرة! وأصحاب الاختصاص يعرفون هذا الاسم جيدا! أي إنه لا يحتمل هذه الكثافة السكانية مع الأسف!

قبل أيام وعند اتصالي بالهلال الأحمر لإسعاف مريض تم الرد علي والتجاوب ولكن! من أين؟ من الهلال الأحمر (بمنطقة الحدود الشمالية عرعر)..! أي يتم الرد عليك من خلال الهاتف من مسافة تقدر بـ280 كلم.. أمر مخيف ومبك ومضحك.. أليس كذلك! ويقومون مشكورين بالتواصل مع الهلال الأحمر الواقع بمحافظة رفحاء (280 كلم)، وأشكر القائمين بالهلال الأحمر في محافظة رفحاء على تجاوبهم وحضورهم!

رفحاء مدينة ذات كثافة سكانية عالية، وكونها المركز الرئيسي فهي تضم عشرات الهجر والمحافظات والقرى، وتمتد على حدود 300 كلم، كما أنها تشرف على طريقين لمنطقة حائل (450 كلم)، وطريق حفر الباطن رفحاء وعرعر رفحاء (280 كلم).

والأدهى والأمر من ذلك أنه تم نقل عدد من موظفي الهلال الأحمر بمحافظة رفحاء إلى خارج المحافظة..!

يا رئيس هيئة الهلال الأحمر وفقك الله: أعتقد أن مركزا واحدا للهلال الأحمر بمحافظة بهذا العدد وهذه الطرق من الصعب أن يقوم بدوره ويوفي عمله في حال وقوع أكثر من حادث في وقت واحد لا قدر الله!

الهجر والقرى تحتاج لمراكز، وهي التي تبعد عن المحافظة، والمحافظة تطلب «وحدة كاملة بطاقمها»، فنحن نعاني، وقد زهقت عشرات الأرواح بسبب تأخر الإسعاف..! كما أننا لا نطلب «هليكوبتر» لنقل المصابين كما في المدن الأخرى..! بل نطلب «وحدة كاملة بطاقمها» و»مراكز للقرى والهجر».. فحالنا كحال أي منطقة «أحد أبنائها في مجلس الشورى أو مجلس الوزراء».. فهل وصلت الرسالة يا معالي الرئيس؟!