عواطف الغامدي

بأي ذنب فصلت!

الثلاثاء - 21 فبراير 2017

Tue - 21 Feb 2017

تخرجت وعقدت الآمال في الوظيفة ولم تعلم بأنها كانت منبع ألم وليست منبع أمل، لم تعلم بأنها بداية للمعاناة، نصف عام تتنقل من مدرسة لأخرى لطلب الخبرة، ومن أين ستاتي بها إن لم يفتح لها باب الاستقرار والتمكين.

شاءت الأقدار وتوظفت قبل الاختبارات لعدم وجود معلمة آنذاك، وكانت ضربة حظ لتلك الخريجة التي أوصدت الأبواب في وجهها، فمن حديثة تخرج بشهري خبرة إلى معلمة ثانوي مباشرة.

إنها الأقدار يا وزير، وذات يوم أثناء رصد إحدى الدرجات ارتكبت الخريجة خطأ غير مقصود في الرصد، وجل من لا يخطئ، تم تدارك ذلك ولله الحمد قبل أن يرصد في نظام نور، استدعت المديرة المعلمة لتصدمها بقرار فسخ العقد المبرم معها والذي لا ولن ولم تكن تحلم فيه، تأسفت وبكت باستحياء واستجداء وأن تقنع المديرة السعودية بدلا من المالكة غير السعودية بأن ذلك خطأ عفوي أتي بشكل غير مقصود، وتم تداركه قبل فوات الأوان، ولكن دون أدنى رحمة أو تقدير، وما سوف يؤول له الحال لأن أغلب المدارس رفضت حتى العمل التطوعي بدون مقابل ومن أجل الخبرة فقط.

لا أخفيكم سرا قد أحمل تلك المعلمة الناشئة هذا الخطأ، ولكن أتوقف للحظات هل معلمة تحت التجربة تكلف بعمل إداري تلزم برصد مادة أساسية وإن كانت مادتها؟

وهل تعلمت ذلك ضمن تخصصها أو أنه متطلب جامعة تم دراسته، ناهيك عن تلك الجامعة غير التربوية.

يساورني الحزن وفي صميم قلبي ألم لما آل إليه حال الخريجين من إحباط وهذا على مستوى المدارس الخاصة ولم أتطرق للمدارس العامة فبها ما الله به عليم! وأعتقد أن هذه الأمور في التعليم العام أكثر ضبطا منه في بعض المدارس الخاصة التي تستثمر الموظف من مبدأ التحليل مقابل الراتب.

إلى الله المشتكى فهناك البوابة الوطنية طاقات، هدف لم تف بالغرض فآلية الدخول عقيمة جدا ويبدو أنها في معمعة وانقسامات فهي ما زالت لم تأخذ من اسمها نصيبا «هدف».

كل ما نطالب به الرأفة بحديثي التخرج فهم لم يتخرجوا خبراء لأن الخبرة أصبحت من أولويات التوظيف، وأيضا على التوجيه والإرشاد أن تكثف جهودها بالزيارات المفاجئة وغير المقررة بمواعيد حتى ينكشف الوهم الذي يتغشى بعض المدارس ويتم محاسبتها، فالوطن والقانون فوق الجميع، ومطالبة المسؤولين وأصحاب القرار بإعادة صياغة بعض البنود التي تكون عبئا على المواطن وخاصة بند المادة(77) والمعني به القطاع الخاص، فبنت الوطن حرمت من الوظيفة وغيرها مترف ليس ذلك من باب الغيرة والحسد ولكن حتى لا ينطبق علينا المثل القائل خيرنا لغيرنا.

وأهيب بمسؤولي التعليم والمدارس الخاصة فمن أين لهم بالخبرة إن لم يمارسوها، احتووهم في بيئة كريمة خشية من الانحراف أو الانزلاق الذي ستكون سلبياته عليهم وعلى الوطن، فرؤية 2030 لن تتحقق وهم محطمون وفي حالة عجز وظيفي، وأنين يمزقهم، من سيحتضنهم إذا فقدوا الأمل؟ حيث إن «فاقد الشيء لا يعطيه»، وكيف نبني ونعد معلمين ومعلمات وأجيالا مبدعين وهم يصطدمون بأرض هذا واقعها، وبخلاف ما تتطلع له دولتنا الفتية لمواطنيها.