شاهر النهاري

ترمب يتحدى أفاعي الحرس الثوري الإيراني

الثلاثاء - 21 فبراير 2017

Tue - 21 Feb 2017

حرس الثورة الإسلامية كما تذكر الويكيبيديا (بالفارسية: سپاه پاسداران انقلاب إسلامی)، والمعروف أيضا باسم (حرس الباسداران)، يعد أحد أركان القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ تكوينه 1979، على يد روح الله الخميني، القائد الأعلى للثورة الإسلامية.



وينضوي تحت مظلة هذا الحرس، قوات التعبئة العامة المعروفة باسم (البسيج)، والمكونة من قوات خاصة، وقوات برية وبحرية وسلاح جو واستخبارات، ويضم في صفوفه تسعين ألفا من الجنود النظاميين، وحوالي ثلاثمئة ألف من جنود الاحتياط.



ويمتلك الحرس الثوري مختلف الأسلحة من صواريخ، ودبابات، وطائرات مقاتلة، ويقوم بتصنيع نسبة كبيرة من أسلحته. وهو كيان عملاق يسيطر على اقتصاد إيران، ويعد اليد الفاعلة لنظامها السياسي.



وقد عانت معظم دول الجوار من هذا الحرس، والذي كان ولا يزال يعتقد أنه فوق القوانين العالمية والحدود، والمواثيق. وبداية سيطر على الداخل الإيراني، ثم وجد مرتعه في الدولة اللبنانية، فتم تكوين حزب الله، والذي أصبح خنجرا في خاصرة الحكومات اللبنانية المتعاقبة. وبعد سقوط بغداد، سنحت له فرصته العظمى لبث نفوذه على القطر العراقي، فأصبح المحرك الرئيسي للأحداث السياسية هناك، والمسيطر على المقدسات الشيعية، والحشود

الشعبية.



ثم مد أياديه الدموية على خارطة العالم العربي، بل وتعداها إلى ما هو أبعد، فلم تسلم منه الأحداث السياسية النارية في أفغانستان، والباكستان، والبحرين، والسودان، ومصر، وليبيا، وغيرها.



وكان لتواطؤ الرئيس الأمريكي أوباما، وانبطاحيته في التساهل بتوقيع اتفاقية المفاعل الذري الإيراني شأن عظيم في اشتعال جنون عظمة هذا الحرس، حيث لم يعد يجد من يردعه، خصوصا من كان يسميها بالشيطان الأكبر؛ فجاهر وتمادى في مشاركاته الفعلية في القضية السورية، وما تبع ذلك من استغلال الظروف السياسية والدينية، ليكون الخصم الحقيقي فوق أرض اليمن، بالظاهر والباطن.



حرس ثوري كان طوال فترة وجوده داعما لكل الثورات والإرهاب العالمي بالتخطيط والاحتضان، والتدريب، والدعم، وبأغصان شرور تتبرعم وتتسلق وتلتوي.



وبوصول الرئيس الأمريكي ترمب لسدة الحكم، سمعنا لهجة مغايرة للبيت الأبيض فيما يخص التعامل مع الحرس الثوري، وحكومة الملالي، خصوصا بعد عملية جس النبض، التي أقدمت عليها إيران بتجربة صاروخها الباليستي الأخير، وبتحديات صريحة تشبه ما يقوله ويفعله المصارعون قبل ساعة النزال؛ حيث صرح مسؤولون أمركيون بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب تبحث في اقتراح قد يؤدي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية.



وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض: أن الرئيس ترمب سيتخذ ما يراه مناسبا من القرارات بشأن إيران، وأنه لن يسمح لها بمواصلة انتهاكاتها الواضحة، وأنها تخدع نفسها إذا لم تدرك أن هنالك قيادة جديدة في الولايات المتحدة. فمن يصدق يا ترى بتحدياته، ومن يفتعل حرارتها لشأن في نفسه.



ونظريا فالتوقعات المستقبلية كثيرة في هذا الخصوص، فإما أن ترمب يخفي ما لا يظهر، أو أنه جاد في رغبته بإحلال السلام في الشرق الأوسط، أو ربما أنه يسعى لصنع عداء أكبر وأكثر تنوعا في المنطقة؛ وقد تملص إيران بحيلة أو بأخرى.



ولعل ما تتمناه دول الخليج أن تذبح أفاعي هذا الحرس، بتضافر الجهود العربية، والعالمية، وبقطع رؤوس الشر، لا بد أن تيبس الأطراف، وتنضب السموم.



[email protected]