أما المسرح فيرضع أم الجيران!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاثنين - 20 فبراير 2017

Mon - 20 Feb 2017

لم يتأكد الزميل الناقد والمنتج المسرحي (نايف البقمي) من أنه أول من فكر في إنشاء (منتخب) يلملم أشلاء المسرحيين في فرقة واحدة، ولكن الأكيد المؤكد، بلا شك ولا تطريز ولا تخريم، هو أنه ربما ـ وربما فقط ـ يكون أول من بلور الفكرة على أرض الواقع، ودفع عليها من دمه الحر؛ حتى أصبح رفاقه يتساءلون في جنون: «باقي عندك دم يا (بو معيض)»؟؟



وكان كلما عرض الفكرة على زميل قال له: أنت (صاحي)؟ علمًا بأن أعقلهم هو (المربط بالسلاسل) أمام ما تبقى من أطلال (القمعية)؛ التي لم تفهم من رؤية (2030) غير التقشف و(الأقشف) منه؛ فأبقت على الوظائف البيروقراطية المترهلة، وتخلصت من الكوادر التي ترى أنها عبء على الفن والمسرح، من مخرجين وممثلين وفنيين!! حتى (حساب موااااطٍ) ليس من مسؤولية (القمعية) أن تسجلهُمْهُنّ فيه!



وااا.. آه.. رغم جنون كل الزملاء المتعلقين بالمسرح؛ إلا أن (نايف البقمي) شمر عن ساعديه، وفتل شاربيه، وعقد حاجبيه، وحمّر عينيه، ودق صدره، وقرر أن يكون (الأجن) منذ العم (أحمد السباعي)؛ فأنشأ مع تصفيد الزملاء (الشياطين)، في رمضان الماضي فرقة (الوطن) المسرحية، بجهد ذاتي لم ينتظر دعمًا من أحد ولا أربعاء، ولكن وكالة الشؤون الثقافية تطوعت وتلطفت وتكرمت وأنعمت عليه باختيارها نصًّا مكتوبًا للزميل (فهد ردة الحارثي) ـ عرَّاب المسرح (فيذا) ـ بعنوان: (تشابك)، وحلفت عليه بالملازيم: «والله ما ترده يا نايف.. عيب يا رجل.. إحنا إخوان.. إن لم (نتشابك) اليوم فمتى (نتشابك)؟؟»!!



ومن حسن حظ (ميزانيته) أن النص ليس فيه إلا بطلان فقط، جسدهما بجنون لا يستغرب كل من الفنان (عبد الرحمن المزيعل) من الأحساء، و(سامي الزهراني) من الطائف، ومن خارج (شهار) حتى هذه اللحظة؛ رغم أنه (آه..لاوي) أيضًا!!



ومن يستطيع (تجنين) كل هذا الجنون غير المخرج العظيم (أحمد الأحمري)؟ لينضم إليه (صديق حسن) أروع فنان (سينوغراف) في الدنيا والآخرة والبرزخ!! و(تيليفريك) المواهب المتعددة (مهند الحارثي)، و(عدنان الخمري).. وبقية طاقم العمل، الذي حقق جائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان المسرح الخليجي، الذي أقيم في (الشارقة) من 9- 15 من شهر الحب 2017.



ويبقى السؤال الراسخ كضلع (البقوم): كيف سيستمر هذا المولود باسم (الوطن) دون رضاعة طبيعية من (أمه)، مع وافر الشكر لأم الجيران؟؟؟؟؟



[email protected]