الجنادرية والفرص الاستثمارية المهدرة

الاثنين - 20 فبراير 2017

Mon - 20 Feb 2017

المتابع لفعاليات مهرجان الجنادرية يلاحظ الأعداد الكبيرة والإقبال اللافت من الزوار، حيث تجاوز عدد الزوار نصف المليون في أيامه الأولى، ومع اختتام فعالياته بلغ عدد زواره ستة ملايين و790 ألف زائر، بحسب «الإخبارية» السعودية.

المهرجان الوطني للتراث والثقافة انطلق برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبتنظيم وزارة الحرس الوطني في دورته الحادية والثلاثين، وبمشاركة مناطق المملكة بما لديها من كنوز تراثية، وحلول بعض الدول الخليجية والعربية كضيوف على المهرجان.

العدد الكبير من الزوار يعد عينة حية ونموذجا للاستثمار في هذا الجانب السياحي، كما يوضح تعطش المواطنين والمقيمين للإقبال على مثل هذه الفعاليات، وهم الذين يضطرون في بعض الأيام للانتظار من أجل الدخول، والبعض منهم يعود أدراجه بسبب الزحام الشديد! خصوصا في عطل نهاية الأسبوع.

المهرجان يستمر حوالي خمسة عشر يوما فقط خلال العام، بينما نرى مهرجان القرية العالمية الشهير في دبي يستمر لمدة (159) يوما، أي ما يعادل خمسة أشهر وثمانية أيام، وهذا فارق كبير جدا، ونحن نعلم أن القرية العالمية في دبي هي الأخت الصغرى لمهرجان الجنادرية إذا نظرنا لفارق «العمر»، ولكن على أرض الواقع فإن مهرجان القرية العالمية يعد أكثر احترافية وتطورا على مدار السنين، مع حفظ كامل الاحترام والتقدير لجهود وزارة الحرس الوطني القائمة على تنظيم مهرجان الجنادرية، ومحاولاتهم لتحسين هذا المهرجان، ولكن باعتقادي أنه آن الأوان لتطوير مهرجان الجنادرية (المحبوب) ليكون أكثر مواءمة للوقت الحاضر والإقبال الكبير من الزوار.

وأولى هذه الخطوات هي تمديد مدة المهرجان الضيقة، لأن مثل هذه المهرجانات هي فرصة استثمارية وتنموية مهمة جدا، فالأجنحة المختلفة للقرى التي تمثل مناطق المملكة تضم عددا من الحرفيين والمواطنين المهتمين بالتراث الشعبي، حيث يمثل هذا المهرجان فرصة ذهبية لهم لعرض وبيع أعمالهم، ولكن للأسف هذه الفرصة محدودة لضيق الوقت، هذا من جهة، وفي الجهة الأخرى يعد التعديل على المدة مفيدا من الناحية التنظيمية للقائمين على المهرجان الذين يستقبلون أعدادا مهولة في فترة زمنية ضيقة جدا.

وإذا حاولنا النظر بشكل أوسع نرى أن هذا المهرجان التراثي والثقافي يمثل تجربة قابلة للتطبيق من قبل المناطق الأخرى، ونسبة نجاحها كبيرة جدا إذا أخذنا في الاعتبار الإقبال الكبير على مهرجان الجنادرية، فعلى الأمانات في المناطق أن تضع في الحسبان توفير مثل هذا المهرجان التراثي والثقافي ليخدم أبناء منطقتهم كفرصة استثمارية وترفيهية، كما أنها تقوي وتعزز ثقافة الترابط بين أبناء هذا الشعب، وتنقل تراث المناطق المختلفة وفنونها لكافة أرجاء المملكة.

وإجمالا، إن الاستثمار في المجال السياحي والترفيهي في المملكة فرصة ثمينة إذا طبق على الوجه المطلوب، حيث إن الطلب كبير جدا ويفوق العرض بمراحل.

ومن المؤكد أننا في قادم الأيام سنرى تركيزا أكبر على هذا المجال، خصوصا في ظل استحداث الهيئة العامة للترفيه وما تحمله لنا رؤية 2030.