عبدالله المزهر

اصمتوا هو خير لكم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 20 فبراير 2017

Mon - 20 Feb 2017

ردود الفعل ـ أحيانا ـ تكون مهمة بقدر الفعل ذاته لمعرفة الاتجاه الذي تسير فيه الأمور. وبعد أمطار الأسبوع الماضي كان الناس يراقبون ردود فعل المسؤولين وتصريحاتهم كما يراقبون أبواب منازلهم خوفا من دخول المطر دون استئذان.



والمسؤولون في ردود أفعالهم ليسوا سواء، فهناك من تشعر من كلماته إحساسه بالمسؤولية ومعرفته أن وجوده في منصب ما، هو وسيلة لخدمة الناس، وآخرون تشعر من كلماتهم أن وجودهم في مناصبهم هو هدفهم الوحيد.



أمير المنطقة الشرقية كان من الفريق الأول، فمع أن الله والناس وسكان الشرقية يعلمون يقينا أنه ليس سببا فيما حدث، وأنه أتى للمنطقة بعد «خراب الدمام»، لكنه مع ذلك قال: «أنا المسؤول وسأتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث بالمنطقة الشرقية، والمواطن دوما على حق وله الحق».



هذا الموقف كان بمثابة النور الموجود في آخر النفق ـ الذي لم تغمره المياه بالطبع ـ وبعث تفاؤلا بأن المستقبل أفضل.



الموقف الآخر كان لرئيس المجلس البلدي في عسير والذي استقال مبررا ذلك بعدم تمكين المجلس من دوره الرقابي وشرح مكامن الخلل، وهو موقف يحسب له، مع أنه كان معلوما لديه منذ البداية أن هذا المجلس يشبه المكتبة في منزل الأمي، موجودة فقط للزينة والتباهي أمام الضيوف.



بقية التصريحات وردود الأفعال الأخرى ـ على حد علمي ـ كانت مزيجا بين البجاحة و«سعة الوجه»، فمسؤول يتهم الأمطار بأنها لم تستأذن وأتت بكميات أكبر مما كان يتوقع، وآخر يحمل المواطن مسؤولية غرق الأنفاق وتحول الشوارع إلى أنهار جارية، ولن يكون مستغربا أن يحمل بعض المسؤولين الجن والمخلوقات الفضائية مسؤولية أي كارثة تقع في نطاق عمله وصلاحياته.



وعلى أي حال..



يقول المتنبي: لا خيل عندك تهديها ولا مال



فليسعد النطق إن لم تسعد الحال



ولعلي أنصح المسؤولين الذين لا خطط ولا برامج ولا أهداف لديهم بأن يتجنبوا استفزاز الناس ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وأن يصمتوا أو يتهربوا من الإجابة كما فعل أمين جدة حين سئل عن استعدادات جدة للأمطار فولى هاربا ولم يعقب!