هل يعود (البعير) ليرضع أمَّه؟؟؟؟؟

بعد النسيان
بعد النسيان

السبت - 18 فبراير 2017

Sat - 18 Feb 2017

منذ مووووبطي اقترحنا على إحدى قنوات (الهياط) تقديم برنامج نقدي تحليلي لمحاورات خالدة من فن القلطة؛ قبل أن يهوي «من القمة إلى القمامة»؛ كما قال الشاعر المعتزل (شليويح بن شلاح المطيري)، وهو واحد من أعظم رموز هذا الفن العظيم!



ومن أشهر (الروائع) تلك التي جرت بين العملاقين (مطلق الثبيتي) و(صياف الحربي)، وما زالت تحظى بمتابعة الآلاف في (يوتيوب) تحت عنوان: (الحريبي يوم غنى)!



وكنا قد حللناها سريعًا جدًا في مقالة بعنوان: (ابن تنباك بين مطلق وصياف) نشرت في (الوطن) بتاريخ (2012/10/16)؛ اعتمادًا على رأي أستاذنا (فايز بن موسى البدراني) في كتابه (صياف)؛ بأن المقصود هو أستاذنا زعيم قبيلة (البدو) العالمية، الدكتور (مرزوق ابن تنباك) الذي أقام الدنيا بكتابه (الفصحى ونظرية الفكر العامي) منتصف الثمانينات الميلادية!



ولكننا اليوم سنأخذ برأي الدكتور مرزوق نفسه، الذي يرفض ذلك رفضًا قاطعًا، بل ويعده تحجيمًا لهذه التحفة الفنية؛ إذ إن المعنى أخطر بكثير، وأبعد ببعيد!

وفي البداية يتوهم الأخخخ/ أنا أن الشاعرين الداهيتين (ربما) لعبا على معنيين في وقت واحد يحددهما (الفتل) بقول مطلق:

الحريبي ينفض اللحية ويطوي في معمِّهْ ** راغ قلبه من شليويح المطيري والزلامي!!

(و) البعير اللي يشيل الحمل عوّد يرضع أمه ** بعد قالوا شامخ النيبان مردوم السنامِ!!



واستخدم (الواو)؛ ليؤكد أن (البعير) ليس هو (الحريبي)! وقد التقط (صياف) المعنيين ونقض كل واحد بما يناسبه فقال:

الحريبي يوم غنى حطّكم في راس كمِّه ** ثم خلاكم عجينة كِنْ مافيكم عظام ِ!!

ولا يحتاج (ابن تنباك) إلى أكثر من هذا التكثيف العجيب ـ الذي اشتهر به (صياف) ـ لإنصافه!



ثم ينتقل إلى نقض المعنى الآخر:

الجمل يمشي على الدرب وكلامك ما يهمه ** من هديره قمت من نومك وحرَّمت المنامِ!

ومن يعرف عبقرية فن القلطة، القائمة على (الإلغاز)؛ لا بد أن يلفت نظره أن (صياف) لم يستخدم (الواو)؛ فلم يقل: (والجمل)؛ رغم أنها أسلس موسيقيًا؛ ليرسل إلى (مطلق) أن الجمهور سينتبه إلى اختلاف المعنيين، وهو ما سيفسد الإثارة ويفقد الجمهور الفضول الذي يرغمه على متابعتهما حتى النهاية!!



وإن صح فهمي فإن (مطلق) جعل من (الحريبي / ابن تنباك) في البيت الأول فقط مجرد طُعم؛ ليصرف الأذهان عن (البعير)؛ الذي هو لغز المحاورة بعد ذلك!

وغدًا سنحاول الاقتراب من (نيبانه) وسنامه بكلام (ما يهمه)!!!