ليلة الثلاثاء المرعبة!

السبت - 18 فبراير 2017

Sat - 18 Feb 2017

مرت ليلة الثلاثاء المرعبة على مدينة أبها وهي نائمة فوق الجبال تشاهد السحاب الداكن من فوقها يغازلها بوحشية طاغية، وطوفان «الفساد» يحاصرها من تحتها.

مرت الليلة المرعبة واستيقظ الناس على مشهد الضحية الطالب ذي الـ14 ربيعا وبقي البحث بالقوارب والفوانيس في عز القائلة جاريا عن مفقود آخر.. مرت التشققات والثقوب والعيوب وبقي وجع المبالغ المالية التي صرفتها الدولة بالمليارات في مهب الريح على طريقة الفنان «إلتون جون» شمعة في مهب الريح.

أتى المطر كعادته بهيبته ووقاره على المدينة الجاثمة على الجبال فوجدها تغرق في بحر الفساد، أتى المطر على طريقة بدر شاكر السياب بدون إحم ولا دستور مخترقا السور والباب والحارس، ليكشف الستار عما عجزت عن كشفه هيئة مكافحة الفساد «نزاهة»، أتى المطر بدون بشت ليكشف في زيارته السماوية العادلة ما لا يستطيع الوزراء المعنيون كشفه، أتى المطر ليقول لنا أين «الأمانة» التي عرضها الله سبحانه وتعالى على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها؟.

انتهت زيارة المطر في ليلة الرعب، وقد يعود في أي لحظة بدون بشت، وبدون شنة ورنة، وبدون مفطحات، ولا حنيذ، ولا عريكة، ولا بقية أهل «الميفى» والموائد الشهية.

انتهى الدرس يا مطر السماء وبقي اللوح والسبورة يمسحها الأغبياء، ويبروزها المنافقون الذين يعشقون تقديم الموائد لزوار المدينة، وقلنا لهم من قبل «لو تطبخون واحدا من عيالكم يا أهل أبها البهية لن يسأل عنكم منفذو المشاريع».

أتى بعض الوزراء على عجل كشهود عصر على أحداث ليلة الرعب، وغدا سيأتي بعض الوزراء والوكلاء وسينتشرون في «أبها» عاصمة السياحة العربية، وسيقولون نفس الكلام الذي قاله السابقون، سيأتون وسيصاحب ذلك شنة ورنة وتصريحات مستنسخة، وتمرير أسطوانة لا يود أحد الاستماع إليها، لأن التصريحات شيء، والواقع شيء آخر.

ونحن نقول لبعض الوزراء و»نزاهة» وكل مسؤول تولى أمر تنفيذ مشاريع الدولة «اتقوا الله» فالدعاء مستجاب، وسهام الليل لا تخطئ.. خيرناكم يا وزراء الفضيلة فاختاروا.. نقطة من أول السطر!