من خطب الجمعة

السبت - 18 فبراير 2017

Sat - 18 Feb 2017

موجبات الرضا

«من موجبات رضا الله عز وجل عن العبد المحافظة على الصلوات، وأمر الأهل بأدائها، فقد أثنى سبحانه وتعالى على إسماعيل عليه السلام (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا)، وللمعاملة الحسنة والكلمة الطيبة أثر بالغ في النفوس يكتب الله لصاحبها رضوانه إلى يوم القيامة، وأولى الناس بحسن المعاملة وطيب الكلام من كان سببا في وجودك بين الأنام، فأقصر طريق لرضا الرحمن هو رضا الوالدين، فكيف ينسى المسلم هذا الباب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) فجعل رضا الوالدين مقترنا برضا الرحمن ومن فضل الله على عباده أن جعل تحصيل رضاه من أيسر العبادات فمن حمد الله وشكره على النعم فاز برضا المنعم لقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها)».



ماهر المعيقلي - الحرم المكي



مقتضى الإحسان

«مع الانفجار المعرفي والتقدم التقني وانفتاح العالم وتغلل الغزو الثقافي فإن المسلم يحتاج في نفسه وفي تربية أهل بيته إلى خلق عظيم، وعبادة جليلة وهي عبادة خشية الله، وهي من أجل العبادات، وأعظم القربات، تحول بين المرء وبين محارم البدن ومعاصيه، وبها ينزع العبد عن الحرمات، ويقبل على الطاعات، هي أصل كل فضيلة، وباعث كل قربة، وهي التي تزرع في القلب هيبة الله عز وجل، إنها خشية الله في الغيب والشهادة، عبادة خشية الله في الغيب والشهادة هي أساس صلاح الدنيا والآخرة، ومناط التقوى، وبرهان الإيمان، وثمرة التوحيد والإخلاص، ومنبع حسن الخلق، يحتاج إليها الإنسان لكي يعيش بشرا سويا، وخشية الله في الغيب هي مقتضى الإحسان أن تعبد الله عز وجل كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ومن لوازمه الشعور برقابة الله تعالى، والعلم بأنه شهيد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم، فمن علم أن الله تعالى يراه حيث كان وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته أوجب له ذلك ترك المعاصي في السر، وخشية الله بالغيب مفتاح لأبواب المغفرة فيها خير كثير وأجر كبير».



عبدالله البعيجان - الحرم النبوي